www.tasneem-lb.net

مناسبات عامّة

مناسبات - وفاة الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم

وفاة الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم

"ولقد قُبض رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وإنّ رأسه لعلى صدري. ولقد سألت نفسه في كفّي، فأمررتها على وجهي. ولقد وُلّيت غسله صلّى الله عليه وآله، والملائكة أعواني. فضجّت الدار والأفنية، ملأٌ يهبِط وملأٌ يعرُج، وما فارَقَت سمعي هينَمةٌ منهم يصلّون عليه حتى واريناه في ضريحه". نهج البلاغة/ج2.
هكذا يصف أمير المؤمنين وفاة رسول الرحمة محمد صلّى الله عليه وآله.

شاءت الحكمة الإلهيّة أن يولد خاتم الأنبياء في مجتمعٍ سِمته الشرك وعبادة الأصنام، لكنّه لم يعبد صنمًا قط وهو الذي "مستقرّه خير مستقرّ، ومنبته أشرف منبت، في معاهد الكرامة ومماهد السلامة". 
وهو الذي تكفّلته يد العناية الإلهيّة منذ كان طفلًا، إذ يقول أمير المؤمنين: "ولقد قرن الله به صلّى الله عليه وآله وسلّم، -من لدن أن كان فطيمًا-، أعظم مَلَكٍ من ملائكته يسلك به طريق المكارم، ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره".
حتى اختاره نبيًّا في الأربعين من عمره، "وأرسله على حين فترةٍ من الرسل، وطول هجعةٍ من الأمم، واعتزامٍ من الفتن، وانتشارٍ من الأمور، وتلظٍّ من الحروب، والدنيا كاسفة النور، ظاهرة الغرور على حين اصفرارٍ من ورقها، وإياسٍ من ثمرها، واغورارٍ من مائها، قد درست منار الهدى، وظهرت أعلام الردى، فهي متجهمةٌ لأهلها، عابسةٌ في وجه طالبها".

ولقد جاء في وصف أخلاقه أنّه كان أشجع وأحلم وأعدل وأعفّ وأسخى الناس جميعًا. وكان أزهد الناس وأبسطهم في العيش، وأشدّهم حياءً، وأسمحهم وأسهلهم. وكان يجيب دعوة الحرّ والعبد، ويقبل الهديّة، ويغضب لله ولا يغضب لنفسه. وكان متواضعًا، يؤاكل المساكين، ويجالس الفقراء، ولا يجفو أحدًا. وكان يعود المرضى، ويشيّع الجنائز، ويبدأ من لقيه بالسلام والمصافحة. ويكفي في فضله ما وصفه به الله عزّ وجلّ حيث قال: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ} - القلم/4.

فإذا كان هذا رسول الله، فحريٌّ بأمّته أن تذكر مصيبته كأعظم مصائبها؛ إذ يقول الإمام الباقر عليه السلام: "إن أُصبت بمصيبةٍ في نفسك أو مالك، فاذكر مصابك برسول الله؛ فإنّ الخلائق لم يصابوا بمثله قط" - الكافي/ج3.
وحريٌّ بأمته أن تتمسّك بوصيته حيث قال صلّى الله عليه وآله: "أيّها الناس، إنّي فرطُكم، وأنتم واردون عليّ الحوض. ألا وإنّي سائلكم عن الثقلين، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما؟! فإنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتى يلقياني، وسألت ربي عن ذلك فأعطانيه. وإنّي قد تركتها فيكم: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، لا تسبقوهم فتفرّقوا، ولا تقصروا فتهلكوا، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم" - بحار الأنوار/ج22.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد