www.tasneem-lb.net

أعياد

أعياد - في رحاب خطبة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم الغدير |2|

في رحاب خطبة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم الغدير
|2|

2- البشارة النبوية بإثني عشر إمامًا إلى آخر الدنيا
في الفقرة الثالثة من خطبة الغدير، أعلن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم إمامة اثني عشر إمامًا من عترته إلى آخر الدنيا، لكي يقطع بذلك طمع الطامعين بالسلطة بعده بشكلٍ نهائيٍّ.
ومن أجل أن يدرك الناس أهميّة هذه المسألة قال صلى الله عليه وآله وسلم: إنّه آخر مقامٍ أقومه في هذا المشهد، فاسمعوا وأطيعوا وانقادوا لأمر الله ربّكم. فإنّ الله عزّ وجلّ هو ربكم ووليّكم وإلهكم؛ ثمّ من دونه رسوله محمدٌ وليّكم القائم المخاطب لكم؛ ثمّ من بعدي عليّ وليُّكم وإمامكم بأمر الله ربكم؛ ثمّ الإمامة في ذريّتي من ولده إلى يوم القيامة، يوم تلقون الله ورسوله.

ومن النقاط المهمّة في هذه الخطبة الشريفة، بيان النبي صلى الله عليه وآله وسلم عصمة الأئمة من بعده، ونيابتهم عن الله تعالى ورسوله في أمور الدين والدنيا، حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم: "لا حلال إلّا ما أحلّه الله ورسوله وهُم، ولا حرام إلّا ما حرَّمه الله عليكم ورسوله وهُم، والله عز ّوجلّ عرَّفني الحلال والحرام، وأنا أفضيت بما علَّمني ربي من كتابه وحلاله وحرامه إليه".
معاشر الناس، إنّه إمامٌ من الله، ولن يتوب الله على أحدٍ أنكر ولايته.
معاشر الناس، بي والله بشَّر الأولون من النبيين والمرسلين، وأنا والله خاتم الأنبياء والمرسلين والحجة على جميع المخلوقين من أهل السماوات والأرضين. فمن شكّ في ذلك فقد كَفَر كُفْر الجـاهليّة الأولى، ومن شكّ في واحدٍ من الأئمة فقد شكّ في الكلّ منهم، والشاكّ فينا في النار.
ألا إن جبرئيل خبَّرني عن الله تعالى بذلك ويقول: "من عادى عليًّا ولم يتولِّه فعليه لعنتي". فوالله لن يبيَّن لكم زواجره ولن يوضح لكم تفسيره إلا الذي أنا آخذٌ بيده ومصعده إليَّ وشائلٌ بعضده ورافعه بيديَّ، ومُعلِمكم أنَّ من كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه، وهو علي بن أبي طالب أخي ووصيي، وموالاته من الله عز ّوجلّ أنزلها عليَّ.

ثم أوضح النبي صلى الله عليه وآله وسلم ببيانه الرائع ارتباط ركنَي الإسلام: القرآن والعترة، فقال: "معاشر الناس، إنّ عليًّا والطيبين من ولدي من صلبه هم الثقل الأصغر، والقرآن هو الثقل الأكبر. فكلّ واحدٍ منهما منبّىءٌ عن صاحبه وموافق له؛ لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض.

ثمّ قال بلهجةٍ حاسمةٍ تبيِّن مقام صاحب الغدير:" ألا إنّه لا أمير المؤمنين غير أخي هذا! ألا لا تحلّ إمرة المؤمنين بعدي لأحدٍ غيره".

من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه
عندما كان أمير المؤمنين عليه السلام واقفًا على المنبر إلى جانب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أدنى منه بمرقاةٍ، قال صلى الله عليه وآله وسلم له:" ادن منّي"، فاقترب منه أمير المؤمنين عليه السلام فأمسك النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعضديه ورفع عليًّا عليه السلام من مكانه حتى حاذت قدماه ركبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وشاهد الناس بياض إبطيهما، وقال: "من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله".

وبعد هذا المقطع من الخطبة الشريفة أعلن النبي صلى الله عليه وآله وسلم للناس نزول ملك الوحي عليه يخبره عن إكمال الدين وإتمام النعمة بولاية أمير المؤمنين عليه السلام: "اللهم إنك أنزلت الآية في عليٍّ وليِّك عند تبيين ذلك ونصبك إياه لهذا اليوم: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ﴾"؛وقلت ﴿فَأَثَابَهُمُ اللّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ﴾. اللهم إني أشهدك وكفى بك شهيدًا أني قد بلَّغت.


إكمال الدين وإتمام النعمة بولاية علي (عليه السلام)
في الفقرة الخامسة قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: معاشر الناس، إنّما أكمل الله عزّ وجلّ دينكم بإمامته؛ فمن لم يأتمَّ به وبمن يقوم مقامه من ولدي من صلبه إلى يوم القيامة، والعرض على الله عز وجل فأولئك الذين هبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون. نبيّكم خير نبيٍّ ووصيُّكم خير وصيٍّ، وبنوه خير الأوصياء.
معاشر الناس! ذريّة كلّ نبيٍّ من صلبه، وذريّتي من صلب عليٍّ.
ألا إنّه لا يبغض عليًّا إلّا شقي، ولا يوالي عليًّا إلا تقي، ولا يؤمن به إلا مؤمنٌ مخلصٌ.

وتعقيبًا على قوله تعالى في الآية: "رضيت لكم الإسلام ديناً"، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: معاشر الناس، قد استشهدت الله وبلَّغتكم رسالتي، وما على الرسول إلا البلاغ المبين.
معاشر الناس، اتقوا الله حقّ تقاته ولا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون.
يتبع..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد