www.tasneem-lb.net

أخلاق

أخلاق - مكارم الأخلاق |16|

مكارم الأخلاق 
|16|

التهمة وسوء الظن 
 
(ومن ظِنة أهل الصلاح الثقة)
الظِنة هي التهمة، فهل يجوز أن نتهم أهل الصلاح ونسيء الظن بالمسلمين أم أن اتهامهم محظور؟ 
عن النبي الأكرم محمد (صلّى الله عليه وآله) قال: ( أن الله حرّم من المسلم دمه وعرضه وأن يظنّ به ظنّ السّوء) - الفيض الكاشاني، المحجة البيضاء، ج5.

وعن أبي عبدالله (عليه السلام): (إذا اتهم المؤمن أخاه انماث الإيمان من قلبه، كما ينماث الملح في الماء) - الكافي ج2ص361ح1.

هذه الروايات الشريفة وغيرها الكثير حذرت من عواقب سوء الظن بالمؤمنين ،وأدناها أن ينمحي الإيمان من قلب المتهم لغيره حتى لو كان قضى عمره بالإيمان، لذلك فإن مقتضى الصلاح حسن الظن بالمؤمن وعدم اتهامه.

ويروي أمير المؤمنين (عليه السلام): (ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يقلبك عنه، ولا تظنّنّ بكلمة خرجت من أخيك سوءً وأنت تجد لها في الخير محملاً) - الكافي ج2ص362ح3.

هل المراد هو الثقة بكل أحد؟ 
ليس المراد بالظِنة هنا إلا عدم الثقة والطمأنينة بكل أحد، وليس المراد بها الاتهام بما ينافي العدالة، فإن من شأن أهل الرأي والصلاح أن لا يثقوا بكل شخص ولا يركنوا إلى كل أحد .
ولذلك قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (الطمأنينة إلى كل أحد قبل الاختيار عجز) - ميزان الحكمة ج٣.

إذ لا ينبغي متابعة الغير في أمر من الأمور مع احتمال أن هذا الأمر خطأ بل لا بد من الاحتياط فيه، فالمؤمن كيّس فطن. 
يتبع..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد