www.tasneem-lb.net

أخلاق

أخلاق - مكارم الأخلاق |13|

مكارم الاخلاق 
|13|

الكبر والعجب 

(وأعزّني ولا تبتليني بالكِبر، وعبّدني لك ولا تفسد عبادتي بالعجب(. 
✓ لكل فضيلة من الفضائل حداً معيناً بين الإفراط والتفريط فإذا تجاوزته صارت رذيلة فطلب العزّ من العزيز المطلق تجعل الإنسان عزيزًا منيعًا لا يغلب ولا يقهر، لأن الله أعزّه وأكرمه. ومن هنا، يمكن للإنسان أن يصاب بالإفراط في العزّ فيتكبر على الناس وتتعاظم صورته لدى نفسه ويتجبر على الآخرين، فتتحول فضيلة العزّ التي خصه بها الله إلى رذيلة التكبر الذي منشأه الجهل بقدر نفسه العاجزة التي لا حول لها ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم. 
✓ لذلك قال الامام (عليه السلام): (وعبّدني لك) أي اجعلني يا رب عبدًا لك وحدك مما يبين لنا أن الإنسان لا يمكن أن يصل إلى عز الربوبية إلا بذلّ العبودية بين يدي الله تعالى . 

✓ هذه العبادة التي يجب أن تكون خالصة لله تعالى قد يطرأ عليها ما يفسدها - والعياذ بالله- 
 ما هو المفسد للعبادة؟ 
إنه العجب الذي يجعل الإنسان يستعظم أعماله الصالحة ويستكبر ويبتهج ويدلّ عليها، فيرى نفسه خارجًا عن حدّ التقصير مما يلقي على قلبه حجابًا عن ربه يمنعه من رؤية منّة الله عليه ونعمته وتوفيقه ومعونته فيُسلب الإخلاص .
✓ رواية عن أبي الحسن (عليه السلام) سأله علي بن سويد قال: سألته عن العجب الذي يفسد العمل، فقال: العجب درجات منها: أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسناً فيعجبه، ويحسب أنه يحسن صنعاً، ومنها: أن يؤمن العبد بربه، فيمنّ على الله عزّ وجلّ، ولله عليه فيه المن - الكافي ج2ص313ح3.
✓ رواية عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال الله عزّ وجلّ لداود (عليه السلام) : يا داود ! بشّر المذنبين وأنذر الصدّيقين، قال: كيف؟ 
قال: يا داود بشّر المذنبين أني أقبل التوبة وأعفو عن الذنب، وأنذر الصدّيقين أن لا يعجبوا بأعمالهم فإنه ليس عبد أنصبه للحساب إلا هلك - الكافي: ج2 ص314 ح8.

✓ وعن أبي عبدالله (عليه السلام): (أول ما يفعل بالمعجب نزع ما أعجب به، ليعلم أنه عاجز حقير ويشهد على نفسه بالعجز، لتكون الحجة عليه ) - مصباح الشريعة : ص81.
يتبع..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد