www.tasneem-lb.net

محمد حبيب الله (ص)

محمد رسول الله - رسول رب العالمين

رسول رب العالمين

لأنّنا بحاجة لأن نفهم شخصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسيرته فهماً واقعياً يعيننا في حركة الحاضر الذي مهما كان قاسياً وظالماً، فإنّه لن يرقى إلى القسوة والظلم اللذين كانا في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومع هذا لم يدَّخر جهداً ووسيلة من أجل إيصال صوت الإسلام، وكان له في نهاية الأمر نتيجة إيجابية رائعة تمثّلت في قيام النواة للدولة الإسلامية العالمية.

نذكر بعضا منها:
النبي صلى الله عليه وآله وسلم مبدأ النهضة الإسلامية الربانية : باعتبار أنّ الله عزّ وجلّ قد أوحى إليه بالشريعة الإسلامية السهلة السمحاء ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وتمكّن من أن يقيم في الأرض عبر جهاده وصبره وتضحياته النواة الأولى للإسلام كدولة ملأت جوانب الأرض فأشرقت بنور ربّها موحّدة له ومتوجّهة إليه دون غيره، ولا شكّ أنّ ذلك الإنجاز هو الحجّة البالغة على المسلمين في هذا الزمن حيث لا نقلّ عدّاً وعدَّة عن المجموعة الإسلامية المعاصرة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وحيث أنّ أعداءنا ليسوا أقوى من قريش وحلفائها في ذلك الزمن.
النبي صلى الله عليه وآله وسلم مؤسّس حركة القضاء على الظلم : باعتبار أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي أراد من خلال الشريعة أن يمنع أيّ عدوانٍ يمكن أن يمارسه أيّ ظالمٍ في أيّ جانبٍ من جوانب الحياة، لكي يدفع بالناس إلى تفجير طاقاتها الخلاّقة والمبدعة من أجل خير الإنسان، لأنّ الظلم بما هو قهرٌ لإرادة الآخرين وتسلُّطٌ عليهم سيؤدّي إلى قتل كلّ الطموح والقعود عن العمل والإنتاج لانعدام الدوافع الخيّرة عند هؤلاء بسبب الضغوطات الممارسَة ضدّهم والمانعة من الإنطلاق نحو الأعمال الصالحة لخير أنفسهم وخير الناس أجمعين.
النبي صلى الله عليه وآله وسلم مصدر ارتقاء الإنسان : وهذا ما لا يمكن المناقشة فيه بعد الخطاب الإلهي لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: (وإنّك لعلى خلقٍ عظيم)، حيث يكشف عن المراتب الأخلاقية والسلوكية الرفيعة جداً التي وصل إليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتّى صار مورداً للمدح الإلهي، وهو لا شكّ أراد لكلّ المؤمنين به والأتباع لدينه أن يسيروا على نفس النهج والصراط لأنّ هذا السلوك هو الكاشف عن القدرات الخفيّة المودعة في نفس هذا المخلوق ليرتقي إلى أعلى درجات الصفاء ليصبح قاب قوسين أو أدنى كما هو حال نفس وروح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
نحن بحاجة إلى هذا الفهم الشامل والمستوعب لسيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتّى يكون لنا ذلك طريق هداية، وإرشاد ويفتح قلوبنا وعقولنا لنعرف كيف ينبغي أن نكون جنوداً مضحّين مدافعين عن هذا الدين الذي حمله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفتح به القلوب ليسكنها والنفوس لترتاح إليه والأوطان ليديرها والشعوب ليقودها إلى خيرها في الدنيا والآخرة.
اللهم إنّنا نسألك أن تحيينا حياة محمدٍ وآل محمد وأن تميتنا ممات محمد وآل محمد، وأن ترزقنا في الدنيا زيارتهم وفي الآخرة شفاعتهم إنّك سميعٌ مجيب.

 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد