www.tasneem-lb.net

عاشوراء

عاشوراء - ثورة التوابين |2|

ما بعد كربلاء
ثورة التوابين
|2|

معركة عين الوردة:
سار التوابون حتى وصلوا عين الوردة وفيها عسكروا خمسة أيام، فلما سمع بهم ابن زياد وهو في الرقة في طريقه إليهم أرسل أمامه مقدمة اصطدمت بمقدمة التوابين وكان قائد التوابين عليها المسيب بن نجية، فهزمهم المسيب هزيمة نكراء فلما سمع ابن زياد بذلك أرسل الحصين بن نمير بجيش قوامه اثنا عشر ألفاً.
اصطف الفريقان للقتال في اليوم الثاني والعشرين من جمادي الأولى سنة (65 هـ) فدعا الحصين سليمان وأصحابه الثوار إلى الدخول في طاعة عبد الملك بن مروان، فرفض سليمان الذي بالمقابل دعا الحصين وأهل الشام إلى الخروج من طاعة الأمويين وتسليم عبيد الله بن زياد، وكان الجواب هو الرفض أيضاً ولم يبق إلا القتال.
▪️ جهز ابن زياد جيشاً عديده اثنا عشر ألف مقاتل بقيادة الحصين بن نمير واشتبكوا مع التوابين بقيادة سليمان بتاريخ الأربعاء 22 جمادى الأولى لسنة 65هـ المتمتعين بمعنويات عالية تعززها نداءات سليمان: "يا شيعة آل محمد، يا من يطلبوا بدم الشهيد بن فاطمة، ابشروا بكرامة الله عز وجل، فوالله ما بينكم ودخول الجنة والراحة من هذه الدنيا إلا فراق الأنفس والتوبة والوفاء بالعهد".
استمرت المعركة ثلاثة أيام أوقع التوابون بالجيش الأموي خسائر فادحة، حملات انتحارية صاعقة تتوالى على الجيش الأموي المذهول منذ اليوم الأول الذي حسمه التوابون بحملة قوية أربكت الجيش الأموي فتراجع مهزوماً مخلفاً القتلى والجرحى.
▪️ وصلت تعزيزات جديدة للجيش الأموي وأعاد ترتيب صفوفه وبدأ الاشتباك في اليوم الثاني محاولاً إنهاء المعركة وبخاصة وأنه يتميز بقوة عسكرية من حيث العدة والعدد إلّا أن الأمر لم يحسم إلا في اليوم الثالث حيث أدرك الأمويون أنهم إن اشتبكوا مع التوابين لم يفلحوا فتجنبوا الاشتباك واستخدموا النبال، حتى أصابوا سليمان بنبل كان فيه شهادته.
أما التوابون والجيش الأموي فقد تراءى الجمعان في عين الوردة وقد اشتبكا واستشهد الكثير من التوابين وصرع كذلك من الجيش الأموي الكثير، وفي المعركة تجلت شجاعة الفرسان المؤمنين حقاً وأظهروا نادرة في صلابة العقيدة وقوة في المبدأ حتى استشهد قائدهم سليمان عن عمر ناهز الثلاثة والتسعون سنة فمضى إلى ربه سعيداً، ولم ينجُ من جيشه غير سبعة وعشرين جريحاً عطشى وجوعى.
إنّ هذه الثورة قد انبعثت عن شعور بالإثم والندم، وعن رغبة في التكفير فمن يقرأ أقوالهم وكتبهم وخطبهم، يلمس فيها الشعور العميق بالإثم والندم، والرغبة الحارة عن التكفير ـ ومع ذلك ـ إنّها أثّرت في مجتمع الكوفة تأثيراً عميقاً فقد عبّأت خطبُ قادات هذه الثورة وشعاراتهم، والجماهير في الكوفة للثورة على الحكم الأموي.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد