www.tasneem-lb.net

عاشوراء

عاشوراء - على خطى العقيلة |10|

على خطى العقيلة
|10|

إن البيان القويّ والكلمات البليغة في خطب السيدة زينب عليها السلام، حيث أنها في ظلّ تلك الظّروف الصّعبة، تحدّثت سلام الله عليها.
▪️ فلم يكن الأمر بحيث نرى مجموعة من المستمعين يجلسون أمام زينب ويستمعون إليها وهي تتحدّث معهم كخطيبٍ عاديّ، كلا، بل كان هناك عددٌ من الأعداء، وحملة الرّماح يُحيطون بهم، وكان هناك أُناسٌ مذبذبون أمثال أولئك الّذين سلّموا مسلمًا إلى ابن زياد، وأولئك الّذين كتبوا الرّسائل للإمام الحسين عليه السلام وتخلّفوا عنه، وأمثال أولئك الذين كان ينبغي لهم أن يواجهوا ابن زياد في ذلك اليوم، ولكنّهم اختبأوا في بيوتهم، هؤلاء كانوا في سوق الكوفة. وكان هناك عددٌ من الأشخاص الذين أظهروا ضعف النّفس، وهم الآن يشاهدون ابنة أمير المؤمنين عليها السلام ويبكون.
▪️ فكانت زينب الكبرى في مواجهة هذه الجماعات المتفاوتة الّتي لا يُمكن الثّقة بها، ولكنّها كانت تتحدّث بهذه الطّريقة المحكمة. فهي امرأة التّاريخ، وهذه المرأة لم تعد ضعيفة. ولا يصحّ اعتبارها امرأةً ضعيفة. فهذا جوهر المرأة المؤمنة حيث تُظهر نفسها في مثل هذه الظّروف الصّعبة.
 ▪️هذه هي المرأة الّتي تُعدّ قدوةً لكلّ الرّجال العظماء والنّساء العظيمات في العالم. فهي تُبيّن علل الثّورة النبويّة والثّورة العلويّة، وتقول إنّكم لم تتمكّنوا من معرفة الحقّ في الفتنة، ولم تستطيعوا أن تعملوا بتكليفكم، وكانت النّتيجة أن يُرفع رأس فلذة كبد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم على الرّماح. من هنا يمكن فهم عظمة زينب.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد