www.tasneem-lb.net

أعياد

أعياد - عيد الله الأكبر

عيد الله الأكبر

عيد الغدير هو يوم العهد المعهود في السماء والميثاق المأخوذ في الأرض.
هو عيد الله الأكبر
على مرّ السنين والدهور تمر علينا أعياد مختلفة ومهمّة من أمثال عيد الفطر وعيد الأضحى والعيد الأسبوعي المتكرر كل يوم جمعة.
ولكن! لماذا عيد الغدير هو من أهمها وهو عيد الله الأكبر؟
هذه المناسبة العظيمة تكسب تلك الأهمية الخاصة، لارتباطها بحياة المؤمنين طوال السنة؛ لأنها تثبت أصلا من أصول الدين.. بينما بقية الأعياد، فهي مرتبطة بفروع الدين.
فعيد الغدير يوم الولاية والمعاهدة!
بينما الأعياد الأخرى منها عيد للمسلمين لفِطر بعد صوم أو لحِلٍ بعد إحرام .
ومن هنا نرى التأكيد الكثير على مثل هذا اليوم العظيم، في عيد الله الأكبر!
إذا! علينا أن ندخل في عمق المناسبة، وعلينا الالتفات إلى محطات في غاية الأهمية.
محطات تستحق التأمل والاهتمام بما فيها من دروس وعبر:
أولاً: إن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ادخر هذا الموقف لحجة الوداع، آخر حجة للنبي الأكرم (صلوات الله عليه وآله) فقال: (قد دُعيت ويوشك أن أجيب، وقد حان مني خفوق من بين أظهركم، وإني مخلّف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلّوا من بعدي: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، فإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض. ثم نادى بأعلى صوته: ألست أولى بكم منكم بأنفسكم؟ قالوا: اللهم! بلى، فقال لهم على النسق من غير فصل. وقد أخذ بضبعي أمير المؤمنين (عليه السلام) فرفعها حتى بان بياض إبطيهما: "فمن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللهم! وال من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله"...) الإرشاد/الشيخ المفيد.
فيُفهم من هذا الموقف أن القضية ليست دعوة إلى محبة علي، وإنما هي لجعله وصياً من بعد الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم). لأن مبدأ الوصاية مبدأ فطري: فالناس عامة عندما يسافر أحدهم، يستخلف شخصاً معيناً على أهله.. وكذلك هو مبدأ أنبيائي: فموسى (عليه السلام) عندما غاب أربعين يومًا، خلف هارون على قومه.. والرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، كذلك اتبع هذه السنة الفطرية والأنبيائية.
 ثانياً: إن هناك ارتباطًا وثيقًا بين مبدأ الولاية، وبين مبدأ التوحيد، حيث أن هذا اليوم يوم فيه عبادة لله شكرًا وامتناناً من صلاة خاصة وصوم وإيمان بعدالة المولى عزّ وجلّ.
 ثالثاً: إن قبول هذه الولاية لها لوازم، قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِيۤ ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَىٰ} - الأعراف ١٧٢.
عندما قلنا: بلى، عندئذ وجب علينا أن نلتزم بالشريعة. فالذي قَبِل بالولاية لأمير المؤمنين (عليه السلام) عليه لوازم.. عن الباقر (عليه السلام): (إنّ أعظم الناس حسرةً يوم القيامة، مَنْ وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره).
العلّامة المجلسي، بحار الأنوار.

فالإمامي الذي يدّعي بأنه على خط أئمة أهل البيت (عليهم السلام)؛ وفي مقام العمل لا يسلك سلوكهم؛ هو أشد الناس حسرة يوم القيامة!
فإذن، إن قبول الولاية لها ضريبة، وضريبتها كما قال صاحب الولاية، حيث عرِف (عليه السلام) عجز الأمة عن مجاراته في زهده، فوجّههم لما هو أدنى من ذلك قائلاً: (أما إنكم لا تقدرون على ذلك، ولكن أعينوني: بورع، واجتهاد، وعفّة، وسداد).
ولهذا من الضروري أن يبادر كل إنسان مسلم بمعرفة هذه المسألة، ولا سيما أن مسألة العقيدة سوف نُسأل عنها في أول ساعات نزول القبر!
فثبتنا الله على ولايته العظمى وولاية نبّيه محمد وأهل بيته الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين.
وكل عام وأنتم بخير.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد