www.tasneem-lb.net

أميري علي(ع)

أميري علي (ع) - أسبوع ولاية التجديد والتطهير |4|

أسبوع ولاية التجديد والتطهير
|4|

 

﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾،{وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}  المائدة/55-56.

نعم هي الولاية! 
ومعناها إن ربّ العالمين أولى بالتصرفِ بالإنسان من نفسه، فهو الخَالق وهو البارئ، وليس للإنسان الخيرة في شيء! 
يقول تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ}، أي لهُ حَق التصرف، والإمامُ أيضاً لهُ هذهِ الولاية المستمدة من الله -عز وجل- ومن رسوله.. فبعد ذهاب النبي الأعظم -صلى الله عليه وآله- من هذهِ الدُنيا، لم يتغير شيءٌ؛ وبقيت حاجة الأمة إلى امتداد الرسول، كحاجة الأمة إلى الرسول في حياته.
 والخطاب في هذه الآية المباركة تحصر الولاية بثلاثة هم: الله والرسول والذين آمنوا، وقد كرَّم الله تعالى صاحب الصدقة فعبَّر عنه بصيغة الجمع وكرَّم من يتولّاه بعد الله ورسوله فسماهم "حزب الله" ووصفهم بالغالبين.

 إن نزول آية الولاية بعد تصدق أمير المؤمنين عليه السلام بخاتمه يدل على مكانة التصدَّق، إلا أن المكانة والقيمة الحقيقية ليست لهذا العمل المجرَّد بل للخلفية الإيمانية والروحية التي حرّكت الإمام علي عليه السلام للتصدُق بخاتمه، وهذا ما لم يفهمه بعض من عاصر النبي الأعظم صلوات الله عليه وآله.
 فقضية الولاية ضرورة من ضروريات الإسلام على مستوى كون الإمامة امتداداً لنبوّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكون الإمام مفروض الطاعة.
 إطاعة الله تعني الإسلام لله، التسليم لأمر الله.. وتطبيق قوانين الله موجود في القرآن والأحاديث النبوية.
 إن الإسلام بأجمعه وبأكمله قد اكتمل في يوم الغدير، ولكن إطاعة الرسول كوليّ للأمر وحاكم إنما هي في تطبيق أوامره التنفيذية، يعني رسول الله (صلوات الله عليه وآله).
بعدما بلّغ أمته الرسالة الإلهية جاء لكي يطبّق هذه التعاليم على الأمة، وتطبيق هذه التعاليم على الأمة عبارة عن تشريعات تطبيقية.
فلا بدَ من ملء الفراغات التشريعية، ولا بدَ من تجييش الجيوش، ولا بد من فصل الخطاب في القضاء.
 ومن هنا كانت الولاية الإلهية على البشر في قالب النبوة، قبلَ وفاة النبي -صلى الله عليه وآله-، وصارت في قالب الوصاية، بعدَ وفاة النبي -صلى الله عليه وآله-.. فالولاية الإلهية مُستمرة في زمان النبي بالوحي، وبعد زمان النبي بالعلم الموروثِ منَ الوحي.
وهذا يحتاج إلى تسليم للولي كما هو تسليم لله وتسليم للنبي (صلوات الله عليه وآله).
 وقد كان التسليم صفة بارزة في شخصية أصحاب الامام علي عليه السلام.
روي أن عمرو بن الحمق الخزاعيّ قال لأمير المؤمنين عليه السلام في وقعة صفين: والله، ما جئتك لمال من الدنيا تعطينيه، ولا لالتماس السلطان ترفع به ذكري، إلّا لأنّك ابن عمّ رسول الله، وأولى الناس بالناس، وزوج فاطمة سيدة نساء العالمين، وأبو الذرّية التي بقيت لرسول الله، وأعظم سهماً للإسلام من المهاجرين والأنصار. والله، لو كلّفتني نقل الجبال الرواسي، ونزح البحور الطوامي أبداً حتى يأتي عليّ يومي، وفي يدي سيفي أهزّ به عدوّك، وأقوّي به وليّك، ويُعلي به اللهُ كعبك، ويفلج به حجّتك، ما ظننت أنّي أدّيت من حقّك كلّ الحقّ الذي يجب لك عليّ. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: "اللهم نوّر قلبه باليقين، واهده إلى الصراط المستقيم، ليت في شيعتي مائة مثلك". الإختصاص/ المفيد.

سَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المُقَرَّبِينَ وَأنبيائِهِ المُرسَلِينَ وَعِبادِهِ الصَّالِحِينَ وَجَمِيعِ الشُّهداءِ وَالصِّدِّيقِينَ عَلَيكَ يا أمِيرَ المُؤمِنِينَ. اللهُمَّ وَذَلِّل قُلُوبَنا لَهُ وللأَئمةِ مِن بعدهِ بِالطَّاعَةِ وَالمُناصَحَةِ وَالمَحَبَّةِ وَحُسنِ المُؤَازَرَةِ وَالتَّسلِيمِ.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد