www.tasneem-lb.net

الإمام المهدي(عج)

الإمام المهدي عج - دولة الإمام المنتظر (عجل الله فرجه) |5|

دولة الإمام المنتظر (عجل الله فرجه)
|5|

مسؤولية الأفراد إستثنائية
"النظرة العامية لمسألة الإمام المهدي عليه السلام، تصوّر ظهور رجل يتصدى لإعمار الأرض بعيدًا عن إرادة الناس ومن دون حاجة إلى شعورهم بالمسؤولية والإتكاء على هذا الشعور. وكأن الناس في  هذه الرؤية يمكنهم نيل السعادة من دون اختيار وأهلية" (سماحة الشيخ بناهيان)
أولئك الأفراد الذين سيحيون مع الإمام الحجة، ماذا فعلوا ليستحقوا العيش في ذلك العالم الجميل!! وما هي مسؤوليتهم فيه؟
هل سيجلسون على المدرجات، بينما يخوض الإمام معركة إصلاح العالم؟
بالطبع الأمر ليس كما نعتقد..
  
الإعداد الفردي لمرحلة ما بعد الظهور 
إن الجانب القتالي والعسكري ما هو إلا بفترة قصيرة وإستثنائية من عصر حكم الإمام الحجة (عجل الله فرجه)، فلا ينبغي أن نتوهم بأن الإعداد والتمهيد العسكري فقط هو ما يوصلنا لملاقاة الإمام.
فدولته الشريفة، كما ذكرنا سابقًا، هي دولة عالمية قائمة على انبعاث أقصى القيم الروحية والموارد المادية، ويكون العدل والرخاء والتنعم والسعادة في كامل أوجها.
وهذا بالطبع لن يصنعه الإمام وحده، بل يحتاج إلى تضافر جهود جبارة من أناس لامعين ومهيئين مسبقًا وثقاة ومتخصصين كلٌّ في مجاله، تمامًا كما يوجد في جميع دول العالم مجلس وزراء، يُلقي بموجبه على عاتق كل وزير ملفٌّ محدد من شؤون البلاد.
وعلى هذا الأساس يتعين على كل فرد مؤمن منتظِر، أن ينمّي طاقاته ودراساته وخبراته لهدف أسمى من نطاق الأسرة والمحيط، بل تكون عينيه شاخصة بشوق دائم نحو ذلك المنتظَر المقبل قريبًا.
وعندما يكون الهدف بهذا الحجم،  يصبح العمل والجهد والإستعداد على مستوىً متقدم وغير تقليدي.

المجالات الواجب إعدادها
• علميًا: فحكومة الإمام المهدي (عليه السلام) هي خلاصة كل التطورات العلمية التي تعاقبت تاريخيا، ولذلك فهي بحاجة لعلماء مبدعين يكونون بالمستوى المطلوب.
• دينيًا: الحضور المقدس لولي الله الأعظم لا ينفي بتاتًا الحاجة إلى علماء الدين المنضوين تحت تكليفه والمنتشرين في كافة أرجاء المعمورة.
• إقتصاديًا: ولعلها من الأعباء الكبيرة على كاهل أهل هذا الإختصاص، فهم ملزمون أولاً بفهم أصغر تفاصيل النظام الإقتصادي الإسلامي وتطبيقه بدقة تامة، نظرًا للوفرة الإقتصادية العظيمة التي ستحدث في ذلك العصر.
• تربويًا وإجتماعيًا: حالة الرخاء والغِنى تحتاج أيضًا إلى منهاج تربوي وإجتماعي خاص لإدارتها. فالنفس البشرية بمكنوناتها الحسنة والسيئة ما زالت موجودة، ووساوس الشيطان لم تنتهِ بعد، فمن المؤكد أن الإنسان سيبقى بحاجة لوضع الخطط والإجراءات التربوية التي تتناسب مع الحالة الإجتماعية التي ستسود آنذاك.
يتبع..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد