www.tasneem-lb.net

وطني

سعادة وحب - هنيهة يا أمي

هنيهة يا أمي

قصة قصيرة عن الشهيد المجاهد حسين كمال حمّود 
شخّص النظر إليها من بعيد، يراقب خطى قدميها وهي تعتلي المنصّة، يسمع صداها وكأنهما وحيدان في هذا المكان، ويشم عبق ورد في كلّ بقعة تلامس فيها الأرض.
أجنّة هي! وهو ملء جوارحه يحبّها.
ها هي تصعد الدرجة الأولى فالثانية وروحه ودّت لو تعانق روحها أو أن توقفها هنيهة! 
إستعاد حُسين وضعيته ووجد نفسه وسط تصفيق حاد، أغمض أجفانه وفتحها مرات عديدة وقد سبقت أصوات الحشود حضورها.
"هي أمي" نطق فؤاد حُسين وصفّق بحرارة مبتسمًا.
هي تعشقه كما هو، وكلّها فداء لطلّة منه ففي هذا اليوم توّقع كتابها "تسابيح شهادة" مُسبِحة بحمد ربّها هديته تعالى من السماء: قمرها حُسين.
رفع الفتى الكاميرا ما إن همّت بإلقاء كلمتها، هو لا ينظر إلى الشاشة خلال التصوير خوفًا من أن تسرق منه نظرة مباشرة إليها، وعندما شرعت بتوجيه التحية مرتجلة للشعب وأبناء الجنوب، حبس حسين دمعات في عينيه حتى صارت تلمعان وكأنما تنبض في غوريهما النجوم، ما عاد يستطيع عناقها بأعينه من بعيد، ترك كاميرته، "هنيهة يا أمي"  قال قبل مغادرتها المنصّة وركض نحوها.
هذه المرّة ما أهمّت حسين بروتوكولات الإحتفالات ومضى يعانقها بحبّ فاض من مقلتيه عقياناً، قائلاً أمام الملأ " أنا فخور فيكِ ماما ".
بتصرف.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد