www.tasneem-lb.net

قرآن

علوم القرآن - جولة في علوم القرآن |10| - التأويل

جولة في علوم القرآن |10|

     التأويل

التأويل هو الحقيقة الواقعية التي تستند اليها البيانات القرآنية، وليس هو المعنى المخالف لظاهرة اللفظ. وهو من الأمور العينية المتعالية من أن يحيط بها شبكات الألفاظ.

وردت مفردة التأويل ستّ عشرة مرّة في القرآن، وأُرِيدَ في جميعها الحقيقة الواقعية التي تستند إليها البيانات القرآنيّة.

مثال:

في الاحتكام عندالتنازع: قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾ [ النساء 59].

 

ومن الواضح أنّ المراد من التأويل في هذه الآية هو ثبات الوحدة وإقامة علاقات روحية في المجتمع. وهذه حقيقة خارجية وليست معنى خلاف الظاهر لردع النزاع.

 إنّ وراء ما نقرأه ونعقله من القرآن أمراً هو من القرآن بمنزلة الروح من الجسد، وهو الذي يسمّيه تعالى بالكتاب الحكيم ﴿وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَ الَعَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾ [الزخرف 4-2]، وهو الذي تعتمد وتتكىء عليه معارف القرآن. لأنّ هذا الكتاب المقدّس يستمدّ من منابع حقائق ومعنويات محرّرة من قيد المادّة، لا يمكن التعبير عنها بألفاظ محدودة، وإنّما هي إلفات للبشرية من عالم الغيب إلى ضرورة استعدادهم للوصول إلى السعادة بواسطة الالتزام بظواهر العقائد الحقّة والأعمال الصالحة.

 إنّ النبي وأهل بيته عليهم السلام هم المطهّرون العالمون بتأويل القرآن الكريم.

عن الإمام الصادق عليه السلام:

" إنَّ الله علّم نبيّه التنزيل والتأويل، فعلّمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليّاً عليه السلام.

قال: وعلّمنا، والله" (الكافي/ج7/ص442 ).

 

وعنه عليه السلام: "نحن الراسخون في العلم، فنحن نعلم تأويله" (بحار الأنوار/ج89/ص92).

 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد