www.tasneem-lb.net

عاشوراء

عاشوراء - الأربعينية الزينبيّة |1|

الأربعينية الزينبيّة
|1|

◾ إن الليالي والأيام التالية للعشرة الأولى من شهر محرم الحرام، هي ليالي وأيام الاستثمار لتلك الليالي. حيث أن مشكلة بني آدم أنه إذا قام بعمل صالح، يسترخي ويطمئن إلى نفسه، فالإنسان إذا عاش جو طاعة، أو إذا اجتمعت عنده مادة نقاء وصفاء في نفسه، فإنه يسترخي بعد هذه الفترة، ويعتقد أنه قد ملك الدنيا وما فيها، وذلك بسبب حالة معينة حصل عليها من خلال عبادة أو قشعريرة حزن أو توجّه، فلا يحوّل هذه المادة المجتمعة إلى طاقة! أما الإنسان المؤمن، يحوّل دائماً النقاء والصفاء المكتسب من هذه الأجواء، إلى طاقة في الحياة.
ومن هنا علينا أن نستثمر هذا الصفاء وهذه الحالة، ونجعلها مَلَكة تتجذّر في النفوس وتسمو، وترتقي مع سنيّ الأيام والليالي.
◾ فكيف نستثمر هذه المادة التي صنعتها الحالات التي أصبنا بها من خلال المجالس بدموع، وآهات، وخشوع، وتمنّي، وترجّي إلى فرص توصلنا إلى هدف خلقتنا على هذه البسيطة؟

أربعينية زينب:
◾ نعم، إن هذه الأربعينية جعلنا لها خصوصية ونكهة مختلفة عن سوابقها..
حيث أننا تتبعنا سلوك وفضائل السيدة الجليلة الحوراء زينب (عليها السلام) ما بين الفترة الزمانية التي بدأت من اليوم العاشر من محرّم إلى يوم ذكرى أربعين الاستشهاد. منذ خروجها من كربلاء إلى زمن العودة إليها.
أي منذ لحظة إطلاقها لقول (ربّنا تقبل منّا هذا القربان) إلى لحظة قولها لابن أخيها السجاد (دلّني على قبر أخي).
تتبّعنا فيها عبادتها.. صبرها.. شجاعتها.. عطفها.. عفتها.. صلابتها..
حكمتها.. وجعلناها مادة لنقتبس منها وندرّب أنفسنا عليها في هذه الفترة، لتكون لنا عونًا في اللحظات الحرجة اللاحقة التي تصادفنا في حياتنا. 
إذا أطلقنا عليها أربعينية زينبيّة لأنها في فترة زمنية محدّدة مرّت على زينب (عليها السلام) بأصعب ظروف حياتها بل كانت أشدّها.. فترة تكاملت نواحي العظمة في شخصية السيدة زينب (عليها السلام) فتجسّدت فيها معالي الصفات ومكارم الأخلاق، وذلك هو سرّ تفرّدها وخلودها، {وإنما تتحدّد قيمة الإنسان ومكانته حسب ما يتمتع به من مواهب وكفاءات}.
فسيرتها طافحة بالمكارم الرفيعة ومن خلال تلك المواقف والأحداث التي تعرّضت، لها تجلّت لنا كفاءات السيدة زينب وعظمة شخصيتها، وتبدي لنا من نورها المضيء، وأفقها الرحب بقدر ما كانت أبصارنا تستوعب الرؤية والنظر.
فلنرَ كيف قضت زينب هذه الأيام والليالي؟
فلنجتهد في هذه الأربعينية ونتأسَ بسيدتنا ومولاتنا لعلّنا نحقق الهدف!
وما هدفنا من الأربعينيات إلا التكامل والوصول بأنفسنا إلى السمو، والرضى الإلهي. 
ولنرَ هل نحن الذين نحيي عاشوراء أم عاشوراء هي التي تُحيّينا؟


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد