www.tasneem-lb.net

أسرة

أسرة - الزواج ميثاق المودة |1|

الزواج ميثاق المودة
|1|

الرباط المقدّس
بقلم المفوّض العام لكشافة الإمام المهدي الشيخ نزيه فياض.
يشكّل الزواج رابطًا مقدسًا ونبيلاً بين قطبين متماثلين في الرتبة والطبيعة الإنسانية، ومتغايرين في الأوصاف والخصائص، وهو يرسم أولى دوائر الاجتماع الإنساني المتكامل والمتماثل والمبني على قاعدة الزواج التي جعلها الله منبعًا ومصدرًا للحياة البشرية واستمرارها.
إن انعقاد تلك الصلة من حيث الشكل هو فعل في غاية اليسر والسهولة، حيث إن الله عز وجل يسّر الزواج بجعله ممكنًا وفي متناول الجميع، بشرط واحد هو أن يقوم على الانجذاب والقناعة والتناسب واجتماع القلوب..
فعقدُ الزواج بكلماته المحدودة يُنشىء عالمًا لامحدوداً من التكامل ملؤه الحب والرحمة والسكينة والهناء والشعور المتبادل بالرضى والاكتفاء والسمو الروحي.
هو عقد بسيط في عباراته، لكن الله عز وجل جعله أمانة عظيمة وميثاقًا غليظًا وسرًا مقدّسًا بين روحين.
هو عقد حُمِّل فيه كل من الرجل والمرأة مسؤوليات هامة وحساسة، خلاصتها أن تكون عامل جذب دائم ومستمر للآخر عن طريق العطف والمودة واللين والتضحية والإيثار والتّحمل والعمل بكل وسيلة لإسعاده وذلك بالمبادرة الذاتية المتواصلة.
إن أيّ خلل في الصورة المثالية الجميلة التي رسمها الله عز وجل لحياة الزوجين والعلاقة بينهما، إنما يتحمّل مسؤوليتها الزوجان كلاهما أو أحدهما مهما كانت الظروف والضغوط.
 فالسعادة الزوجية القائمة على الحب والرحمة والمودة قابلة للوجود والبقاء والاستمرار في كل الحالات، كما هو الحال في النماذج الراقية التي نجدها في حياة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وأئمة أهل البيت خصوصًا في علاقة الإمام علي والسيدة الزهراء عليهما السلام.
فليس في عقد الزواج الإلهي السهل والبسيط والمحدود ما يتطلّب أي تغيير سلبي في قواعد سلوك الزوجين، بدليل أن المقبلين على الزواج يُقبلون بانجذاب وعاطفة وإرادة وتفاؤل وأمل. وإذا نشب أي خلاف أو شقاق أو حصل انحراف عن روح ومفهوم العلاقة الزوجية الإسلامية فإنّ ذلك يعود إلى خروج أحد الزوجين أو كلاهما فعلاً أو رد فعل عن الحدود والحقوق أو عن الآداب والأخلاق التي أحاط الله عز وجل الزواج بها.
فالزواج الإسلامي هو مشروع خيرٍ مطلق جُعل معراجاً؟ للسعادة والهناء والتكامل وميثاقاً للمودة والرحمة. 

والإنسان بشقيه المرأة والرجل هو قطب هذا المشروع فإما أن يعمّره وينمّيه فيحظى بكل بركاته وآثاره الطيبة وإما أن يضيّعه أو يشوّهه ويفرّط في أمانته وميثاقه فيحزن ويشقى بمقدار انحرافه عنه وتضييعه له.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد