www.tasneem-lb.net

شهر رمضان

شهر رمضان - واشوقاه إليك يا شهر الله الأعظم

ديننا
واشوقاه إليك يا شهر الله الأعظم 


نسأل الله أن يكون شهر رمضان هذا، خير شهر رمضان مرّ علينا!  وخير شهر صمناه، وتهجّدنا فيه إلى الله سبحانه! 
-ها قد حان وقت الفراق والوداع، وكلنا شوق إليه! 
-نودّعه وأعيننا شاخصة إليه بشوق وحنين!  
-نشتاق إلى ألفته وأنسه، ونستوحشه مُنْقَضِياً وماضياً! 
-ما أحلى مُجَاورتك لنا أيها الشهر الكريم حيث رَقَّتْ فِيك قُلُوبُنا، وَقَلَّتْ فِيك ذُّنوبنا.
-نسلّم عليك سلام الوداع وفي العين قذى، وفي القلب شجى فنقول:
السَّلَامُ عَلَيْكَ مَا كَانَ أَحْرَصَنَا بِالْأَمْسِ عَلَيْكَ، وَأَشَدَّ شَوْقَنَا غَداً إِلَيْكَ.
السَّلَامُ عَلَيْكَ وَعَلَى فَضْلِكَ الَّذِي حُرِمْنَاهُ، وَعَلَى مَاضٍ مِنْ بَرَكَاتِكَ سُلِبْنَاهُ.
السَّلَامُ عَلَيْكَ مَا كَانَ أَمْحَاكَ لِلذُّنُوبِ، وَأَسْتَرَكَ لِأَنْوَاعِ الْعُيُوبِ
-ولكن!  
بعدما شارفت مفارقة الشهر الكريم لنا، بدأت مخاوفنا من عودة الشياطين إلينا، فقد كانت مغلولة في هذا الشهر! فهل للخلاص من سبيل؟
نعم، من المهم جداً أن نعيد تقييم أنفسنا من جديد، لنرى ما هي العطاءات التي خرجنا بها في هذا الشهر الكريم؟ وفي ليلة القدر؟ هل أننا سنحفظ تلك العطاءات؟
علينا أن نرى أفضل استثمار لها بعد انتهاء الشهر العزيز.
لن نعيش حالة الارتياح لما كنا فيه، من دون قلق لما سنكون عليه!
ولن ندع الشيطان -كما اعتدنا عليه- حريصًا على مصادرة مكتسبات المؤمن في أول منعطف من حياته. فعلينا الحذر كل الحذر من ذلك!
فلنفكر أن نعمم ضيافة شهر رمضان طوال العام! فنقول: (يا رب، استضفتني في هذا الشهر المبارك، وجعلت نفسي تسبيحاً، ونومي عبادةً، ودعائي مستجاباً، أنا بعد شهر رمضان، إلى أين أذهب؟
 لماذا لا تُبقي لي هذه الضيافة؟ أبقني في ضيافتك)!

نعم إن رب العالمين في كل سنة يختار من بيوته جماعة ولو قليلة، للإبقاء في هذه الضيافة المباركة. يتعرفون على ربهم، ويأنسون به في جوف الليل، تلاوة لكتابه، وقِيّاماً لليلِ ذكراً له. 
ورب العالمين إذا رأى في الإنسان صدقاً وإصراراً، فسوف لن يُخيب له ظنه ورجاءه.
ليعمل كل واحد منا بما يقرّبه من مودته. فلولا لطفه لاستمالنا الأعداء، وشملنا البلاء!
إن من يريد أن يكون في محضر الله -عزّ وجلّ- مستمتعًا بالقرب منه، عليه أن يبرمج نفسه منذ لحظة فراقه لضيافته في شهره المبارك، كي يحقق في باقي السنة ما لم يحققه في السنوات الماضية!
فليحدث نفسه: يا نفس، إلى متى تكررين المكرر، وإلى متى تعيدين سيرة الحياة؟
فليبدأ بشد الهمّة للجهاد الأكبر، لمحاربة عدو الانسان بكل الأدوات، وليحافظ على ما عوّد نفسه عليها في ليالي السحر المباركة!
يبدأ بالمراقبة، والمشارطة، والمحاسبة. وليُحسن لنفسه العزيزة! 
وسيكون بإذنه تعالى من الرابحين، كما قال تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ الله لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ).

 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد