www.tasneem-lb.net

عقيدة

عقيدة - وذكرهم بأيام الله

وذكرهم بأيام الله

«وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللّهِ» (سورة ابراهيم) يوصي ويأمر النبي موسى (عليه السلام) أن «ذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللّهِ». وثمة احتمالان حول معنى «ذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللّهِ» ولا يختلف الأمران بالنسبة للقصد الذي نتوخّاه من هذه الآية. أحد الاحتمالين هو أن يكون القصد ذكِّرهم بأيام الله، والاحتمال الثاني هو أن يكون القصد ذكِّرهم بالله والدين والقيامة بواسطة أيام الله. هنا تتبين أهمية أيام الله التي يؤمر رسول الله العظيم موسى (عليه السلام) بتذكير الناس بها. ثم يقول: «إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ». أيام الله آيات وعلامات وإشارات في الدرب. لمن؟ لمن يتّصفون بهاتين الصفتين: الصبارون والشكورون ثم يقول في الآية التالية إن النبي موسى (عليه السلام) عمل بهذا الأمر: «وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ» ذكّرهم بنجاتهم من يد فرعون وأعوانه ومن قبضة القوة المسيطرة المتغلبة الجائرة وكيف أنقذكم الله منها. 
هذا من أيام الله ومن الأمثلة على أيام الله «إذْ أَنجَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ». إذاً هذا اليوم من أيام الله، اليوم الذي تتخلّص فيه المجتمعات والبشر والشعوب من قبضة القوى الجائرة. ثم يأتي النداء العام من الله وصوت الله المدوي: «وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ». «تأذّن» بمعنى صوت الله تعالى العالي المدوي الذي يعلن للجميع «لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ»، إذا شكرتم فسوف نضاعف ونزيد لكم يومًا بعد يوم النعمة التي أعطيناها لكم. «وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيد»، أما إذا كفرتم النعمة ولم تؤدّوا واجبات الشكر فسيحل بكم العذاب الإلهي وتنزل بكم مشكلات جمة. ثم يذكر في الآية اللاحقة النتيجة العامة من هذه التعاليم فيقول: «وَقَالَ مُوسَى إِن تَكْفُرُواْ أَنتُمْ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ»، حين نقول اشكروا النعم الإلهية وحافظوا عليها ولا تنسوها فهذا من أجلكم أنتم وإلا فالله تعالى غني غير محتاج.
يتبع..
من خطبة الجمعة لسماحة الإمام القائد علي الخامنئي دام ظله.

 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد