www.tasneem-lb.net

الإمام علي الرّضا (ع)

محمد حبيب الله - وداعًا يا صوت السماء |2|

وداعًا يا صوت السماء 
|2|
       

إن الخطأ الأكبر الذي ارتكبته الفئة المقربة من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، هو في طريقة تفاعلها مع حادثة وفاة قائدها، والزاوية التي نظرت منها إلى هذا الحدَث!

لأن الشعور الذي سيطر عليهم آنذاك هو شعور المصلحة الخاصة والأنانية، ومقاربة الحادثة من منظور شخصي بحت، وليس من منظور إسلامي عام.
وهذا الشعور والموقف انسحب سلوكًا كارثيًّا أوجد بذور الإقتتال والتناحر والانقسام على طول المسيرة الممتدة من وفاة حبيب الله محمد وإلى يومنا هذا.

فلو أن هذه الجماعة استطاعت أن تعي حجم الخسارة والفقد واليتم برحيل منقذ البشرية عنها!
ولو أنها تمكنت من تقدير المخاطر المحتملة لمرحلة ما بعد النبي (صلى الله عليه وآله) على الدولة ككل!
ولو أن تشخيصها للموقف الصحيح انطلق من تقدير مصلحة المسلمين عباديًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا.. لكان حتما المشهد اختلف بنسبة كبيرة، ولما حصل هذا التقهقر والتراجع في بنيان المجتمع الإسلامي.

وعليه، فإن العبرة من تلك الأحداث ينبغي أن تزرع في قلب ونفس الفرد المسلم منا وفي كل زمان شعور الاغتمام لحال المسلمين وتحمل مسؤولية إصلاح هذا الكيان الذي بُذلت من أجله الدماء والأرواح والمشقات. ولا يجدر بنا العيش في دعة واستقرار طالما أن قائد هذه الأمة غائب عنها!
ولعل أكثر ما يعبّر عن هذا الشعور المفترض تنميته تجاه أحوالنا وإسلامنا، المقطع الأخير من دعاء الإفتتاح:
"اَللّـهُمَّ اِنّا نَشْكُو اِلَيْكَ فَقْدَ نَبِيِّنا صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَغَيْبَةَ وَلِيِّنا، وَكَثْرَةَ عَدُوِّنا، وَقِلَّةَ عَدَدِنا، وَشِدّةَ الْفِتَنِ بِنا، وَتَظاهُرَ الزَّمانِ عَلَيْنا، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاَعِنّا عَلى ذلِكَ بِفَتْح مِنْكَ تُعَجِّلُهُ، وَبِضُرٍّ تَكْشِفُهُ، وَنَصْر تُعِزُّهُ وَسُلْطانِ حَقٍّ تُظْهِرُهُ".


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد