www.tasneem-lb.net

عاشوراء

عاشوراء - الأربعينية الحزينة |4|

الأربعينية الحزينة
|4|

أربعون يومًا في الذكر والدعاء والتوسل! لا بل يرافقها جميعًا الحزن والأسى بإخلاص وتوجه.
فقد قال النبي (صلوات الله عليه وآله): من أخلص لله أربعين يوماً؛ فجّر الله ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه، بحار الأنوار ج٥٣.
فكل واحد منا مشروع، لأن يكون في طريق المعراج إلى الله -سبحانه وتعالى.. ولهذا يقول الإمام علي (عليه السلام): لو يعلم المصلي ما يغشاه من جلال الله، ما سرّه أن يرفع رأسه من السجود، ميزان الحكمة ج٢.
 وعن الإمام الصادق (عليه السلام): إِذَا قَامَ الْمُصَلِّي إِلَى الصَّلاَةِ، نَزَلَتْ عَلَيْهِ الرَّحْمَةُ مِنْ أَعْنَانِ السَّمَاءِ إِلَى أَعْنَانِ الأرْضِ، وَحَفَّتْ بِهِ الْمَلاَئِكَةُ، وَنَادَاهُ مَلَكٌ: لَوْ يَعْلَمُ هَذَا الْمُصَلِّي مَا فِي الصَّلاَةِ مَا انْفَتَلَ، الكافي ج٣.
إذن، فهذه الأربعينية الحزينة المنصرمة عنا نتيجتها تفجير ينابيع الحكمة في القلب، هذه الينابيع تجري على اللسان أيضاً؛ يا لها من أربعينية متميّزة!
نحن نقع في الخسارات الكبرى، لأننا لا نعرف النور الذي يشعّ من القلب نتيجة لذلك.

إن المؤمن يحتاج إلى هذا النور الذي يمشي به في الناس، ولهذا يدعو بهذا الدعاء الشريف: (اللهم! اجعل لي نوراً أمشي به في الناس)!
وقد نزل هذا النور على الأنبياء المصطفين حيث ذُكر في دعاء النور للزهراء (عليها السلام): {.. الحَمدُ للهِ الَّذي خَلَقَ النّورَ مِنَ النّورِ وَأنزَلَ النّورَ عَلى الطّورِ في كِتابٍ مَسطورٍ في رَقٍّ مَنشورٍ بِقَدَرٍ مَقدورٍ عَلى نَبيٍّ مَحبورٍ..}.
فالركون إلى الدنيا؛ واتباع الهوى، وإغواء الشيطان الذي له أساليب التغليف والتزيين بحيث أنه يلبس الباطل بالحق، والحق بالباطل فيجعل الإنسان يتقاعس عن معرفة ذلك، يقول تعالى: ﴿اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ﴾؛ وإلا كل واحد مشروع لأن يكون في القمم.
لذا فإن المؤمن عليه أن ينتبه لزخارف الدنيا ويطرد وساوس الشيطان من طريقه وعليه أن يدعو دائماً بهذا الدعاء: (اللهم! أرني الحق حقاً؛ فأتبعه.. وأرني الباطل باطلا؛ فأجتنبه).. فعندها يستطيع أن يحوز الإنسان من الإخلاص لله أربعين صباحاً.. وهذه هي الجائزة الكبرى!
أليست هذه الجائزة مناسبة للأربعينية الحزينة؟
ونحن معكم بأربعينية موسمية أخرى.
وعظم الله أجوركم.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد