www.tasneem-lb.net

أميري علي(ع)

أميري علي (ع) - أسبوع ولاية التجديد والتطهير |3|

أسبوع ولاية التجديد والتطهير
|3|

يوم المباهلة يعتبر من معالم الولاية في حياة أهل البيت -عليهم السلام- يعلّمنا رب العالمين فيها الاستمدادَ منَ السماء، في المواجهة معَ الخصوم، فبدلاً من استعمال السلاح الحَربي ضدهم، نستعمل سِلاح ما وراء المادة.. من دعاء وابتهال.
 وهذه الحادثة التي كانت بحق النبي وآله.. وهي عبارة عن اجتماع طرفين(طرف من المسلمين وطرف من النصارى)، يدّعي أحدهما أنه على حق، ثم يطلبان من الله -عز وجلّ- أن يجعل لعنته على الكاذب منهما.
 فما كان إلا أن تكلم النبي وقال: هذه دعوانا، الإسلام قد بيَّنَّا معالمَه، وهذا الإسلام الذي جاء بالقرآن! فبيّنوا أنتم دعواكم ومعالم دينكم.
فالنبي -صلى الله عليه وآله- عندما نزلت هذهِ الآية  {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} آل عمران/61.
قدّمَ وفداً يمثل قمّة المسلمين، ليباهل بهم نصارى نجران:
فـ{أَبْنَاءَنَا}؛ المراد بها الحسن والحسين -عليهما السلام- {وَنِسَاءنَا}؛ المراد بها فاطمة الزهراء -عليها السلام- حيث أنها سيدة نساء العالمين و{أَنفُسَنَا}؛ المقصود هنا نفس الرسول - صلى الله عليه وآله- ومن هو بمنزلته؛ أي علي - عليه السلام-.
 ثم بعد ذلك شَهرَ النبي -صلى الله عليه وآله- سلاح ما وراء الطبيعة عندما قال: {ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ}. 
حيث ورد في الحديث أنه قال أسقف النصارى: "إني لأرى وجوهاً لو سألوا الله أن يزيل جبلاً من مكانه، لأزاله بها فلا تباهلوا فتهلكوا، ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة.."
 فهؤلاء النصارى على نصرانيتهم، كبار القوم، رأوا آيات العذاب، فقبلوا الصلح ودخلوا تحت الهدنة، ورجعوا خائبين، بعد ما رأوا الآية الكبرى.
 نعم هكذا هم أهل الولاية (آتاهمُ اللهُ ما لَم يُؤتِ أحَداً مِنَ العالَمِينَ، طَأطَأ كُلُّ شَرِيفٍ لِشَرَفِهم وَبَخَعَ كُلُّ مُتَكَبِّرٍ لِطاعَتِهم وَخَضَعَ كُلُّ جَبَّارٍ لِفَضلِهم وَذَلَّ كُلُّ شيءٍ لَهم وَأشرَقَتِ الأرضُ بِنُورِهم وَفازَ الفائِزُونَ بِوِلايَتِهم).
وما وصف الإمام علي (عليه السلام) بأنه نفس النبي (صلوات الله عليه وآله) إلا من أرقى الأوصاف.. لم يقل خليفة.. ولم يقل ولي.. ولم يقل وارث.. وإنما قال أنت نفسي هو نفس النبي (صلوات الله عليه وآله) وهو سيد الولاية.
وأبان الله تعالى أن علياً هو نفس رسول الله كاشفاً بذلك عن بلوغه نهاية الفضل، ومساواته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم في الكمال والعصمة من الآثام.
》اللهم أدخِلَنا في كُلِّ خَيرٍ أدخَلتَ فيهِ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ، وَأخرِجَنا مِن كُلِّ سوءٍ أخرَجتَ مِنهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وَعَلَيهِم أَجْمَعين《.
يتبع..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد