www.tasneem-lb.net

أسرة

أسرة - ظاهرة الطلاق |2|

ظاهرة الطلاق
|2|

أين الحلقة المفقودة؟
"إن مشكلة الأسرة تعدّ مشكلة أساسية في العالم المعاصر، ترى من أين نشأَت هذه المشكلة؟ من طريقة النظر إلى قضية المرأة؟ أم من النظرة إلى علاقة الرجل والمرأة؟ فالأسرة هي فطرة طبيعية وأساسية في الوجود البشري، لكن هذا الأمر الفطري يعاني اليوم من أزمة عالمية" (الإمام الخامنئي دام ظله).
نعم، هناك أزمة فعلية بدأت تظهر في السنوات الأخيرة، وها نحن اليوم نلحظ تداعياتها بوضوح، وهي ليست نتيجة لمسببٍّ وحيد، إنما لمجموعة عوامل متراكمة:
♦ فقدان عنصر الحب: فالزواج التقليدي القائم على اختيار الزوجة من قبل الأهل أو بناء على مؤهلاتها المنزلية مثلًا، لم يعد موجودًا اليوم، بل أصبح المعيار الأبرز في عملية الإنتقاء هو الحب المتبادل. هذا الحب الذي سرعان ما يختفي بعد الزواج حين تبدأ المشاكل بالظهور، ذلك لأن الطرفين لم يدركان أن حبهما الواقعي والحقيقي ينشأ من خلال حرصهما على إشباع حاجات الآخر والتضحية من أجله ومن أجل مصلحة الأسرة، ويكمن في تشارك أعباء الحياة والمسؤوليات معًا..
♦ الخروج من دائرة الأسرة: عندما يفتقد الحب داخل جو الأسرة، يبدأ كل طرف بالبحث عما يلبي احتياجاته النفسية والعاطفية خارجًا، الأمر الذي تعزز بقوة اليوم مع وجود أدوات التواصل المفتوحة التي سهلت كثيرًا العلاقات غير المنضبطة بين الجنسين.
♦ طغيان القيم الغربية المنحرفة: وهنا نتحدث عن النزعة الفردية في نمط الحياة وتعزيز الأنانية وطغيان حب النفس في العلاقات الاجتماعية عمومًا والأسرية خصوصًا، وكذلك قيمة الحرية المفرطة التي لا تراعي الواجبات الشرعية للمرأة والرجل تجاه بعضهما، وبالأخص الحركات التحررية النسوية التي أوهمت المرأة بأن سعادتها تكمن في انعتاقها من واجباتها الزوجية!
♦ تجاهل قيمة الأسرة: وهناك أيضًا عدم اكتراث لكيان الأسرة وأهميته في حركة ووجود المجتمع ككل.
♦ الإنسياق الجماعي للطلاق: في الماضي كان الرجل والمرأة يعدان للمئة قبل الإقدام على هكذا خطوة. أما اليوم، وبسبب ما يطلق عليه ب"الإنسياق الجماعي" وهي الحالة الجماعية السائدة التي تؤثر في العمليات الإدراكية للفرد، أصبح لدينا إستسهال لمسألة الطلاق بعد تكرار هذه التجربة مرارًا أمام مرأى الناس جميعًا.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد