www.tasneem-lb.net

شهر رمضان

شهر رمضان - وصايا خالدة |3|

وصايا خالدة
وصية أم أُمامة لابنتها
|3| 

 

بالحق إنّها من جملة الوصايا التاريخية الخالدة التي وصّت بها أم أُمامة التغلبية لابنتها حيث تضمنت نصائح هامة تصلح لكل زمان ومكان...وأصبحت هذه الوصية خالدة تنتفع بها الأجيال اللاحقة في حياتهم الزوجية جيل بعد جيل .
فبعد أن عدّدت ستة نصائح تابعت قائلة:
وأما السابعة والثامنة: فالاحتفاظ ببيته وماله، والرعاية لحشمه وعياله فإن حفظ المال أصل التقدير، والرعاية للحشم والعيال من حسن التدبير.
وأما التاسعة والعاشرة: فلا تفشين له سراً، ولا تعصين له أمراً، فإنّك إن أفشيت سرّه لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره أوغرت صدره.
واتقي من ذلك الفرح كله إن كان ترحاً، والاكتئاب إن كان فرحاً. فإن الأولى من التقصير، والثانية من التكدير. وأشد ما تكونين له موافقة أطول ما يكون لك مرافقة.
واعلمي يا بنيّة أنك لا تدربين على ذلك حتى تؤثري رضاه على رضاك، وتقدمي هواه على هواك فيما أحببت أو كرهت. واللَّه يضع لك الخير وأستودعك اللَّه".
وهكذا تابعت أم أُمامة النصائح 
بِحَثِّ ابنتها على الإلتفات إلى أن سعادتها تكمن في المحافظة والرعاية لبيت زوجها ولماله ولحشمه بحسن التدبير وحسن المعاملة؛ ولعياله بجميل التقدير.
 وحذّرتها من إفشاء أي سرّ من أسراره، ومن معصيته في أي أمر كان، لأن إفشاء السر يعرضها لشكوك زوجها فلا تأمن بذلك غدره، وعند معصيته توغل وتضيّق بذلك صدره.
نعم إنها نصائح هامة يجب الالتفات إليها جيداً لتصبح المعاشرة بين الزوجين مليئة بالود والرحمة وتبعد عن علاقتهما الشبهات والضغينة.
ثم أكملت كلامها بِحثّها على أن لا تبدي فرحها وسرورها وقت حزنه وترحه لأنه دليل التقصير في مراعاة شعوره، وعدم الاكتئاب عنده إن كان فرحًا لأن ذلك يدل على التكدير لعيشه وراحته.
وأن تكون شديدة الاهتمام 
بالتعظيم لشأن زوجها بمدحه والثناء عليه أمام الناس لأن هذا يجعله أشد إكرامًا لها.
وأن تكون نِعم المرافقة له في حنانها ورقتها في كل تفاصيل حياته.
وأخيرًا نبهتها إلى أنها لن تصل إلى ما تحب إلا إذا كانت صاحبة (إيثار) بحيث تؤثر رضاه على رضاها، ولا هواه على هواها، في كل ما أحبّت أو كرهت. 
والله كفيل في إختيار الأفضل والأصلح لحياتهما معاً.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد