www.tasneem-lb.net

عقيدة

عقيدة - الأربعينية المباركة |2|

ديننا
الأربعينية المباركة
|2|

وها نحن شارفنا على تمام الأربعينية مع نهاية هذا الشهر الكريم 
بلا شك أنها كانت أربعينية مميّزة.
كانت أفضلُ فرصة في السنة.. وليس هناك فرصة أفضل من هذهِ الفُرصة الذهبية؛ منّ علينا بها المولى الكريم..
فعسى أن نكون قد اغتنمناها بالشكل المميّز والمطلوب!
ولكن ماذا بعد هذا التميّز بالعبادة في شهر الله الأعظم؟
ماذا يجب على الإنسان المؤمن أن يتابع حتى يبقى متألقا! لا بل صاعدا بالتألق ليكون دائما مشمولا بالرحمة الإلهية الكريمة؟

نعم عليه أن يحرص على أن يكون له همّ السير إلى الله تعالى.
ولهذا فإنه يُرجى له بعد هذا الجهد المتواصل، والممارسة المستمرة المنتظمة لهذه الأيام المباركة. أن يكون قد قطع شوطا من أشواط التألق في العبادة!

فمن الأمور اللازمة له
أن يحمل همّ القرب إلى الله تعالى دائماً، وأن يجعل هذا الهمّ همّا كبيرا في حياته، بل يجعله هو سيد الهموم، بأن يكون كما في وصف علي (عليه السلام) للمتقين: قد (تخلى من الهموم، إلا هما واحدا انفرد به).. فعليه المراقبة المستمرة لهذه النفس العزيزة.

عليه بترك المعاصي والذنوب صغيرها وكبيرها، وأداء الواجبات وخصوصا الصلاة في أول الوقت، والتحرز من أكل الشبهات، وعليه بصلاة الليل، والكلمة الطيبة، وقضاء حوائج المؤمنين، وإدخال السرور على الغير.
وعليه ألا ينسى بأن عين مولانا صاحب الزمان عليه؛ فإمامنا له التفاتة لخصوص السالكين إلى الله تعالى، فالإمام (عليه السلام) عينه على هذه الثلة القليلة، فإذا رأى في عبدٍ التفاتة إلى الله تعالى، وله في جوف الليل مناجاة مع رب العالمين، وله ولاء لأهل البيت (عليهم السلام) (يفرح لفرحهم، ويحزن لحزنهم) وله التفاتة لولي أمره (يدعو لفرجه في كل صبيحة)؛ (ورآه لا يفوّت يوماً ولا ليلةً في صلواته إلا وقد ذكر دعاء الفرج في قنوته؛ وفي صبيحة يوم الجمعة، ويندب إمامه باكيا عليه؛ فإن الإمام (عليه السلام) يجعله في رعايته الخاصة؛ عندها سيأخذ إمامه بيده نحو الشموخ والعلا بإذنه تعالى! وخاصة للذي دعا لفرجه بحرقة، وخاصة في ليالي القدر حيث مواطن الاستجابة!
فهنيئا لمثل هذا الإنسان! فبلا شك هو يحمل هذا الود المهدوي، وهو في مقام العمل له التزام بأحكام الله تعالى، سيصل إلى المراد بإذن الله تعالى إن عاجلا أو آجلا.
وعلينا ألا ننسى أن نظل نداوم ونكرر الأربعينيات من الأيام القادمة الواحدة تلو الأخرى.
تقبل الله أعمالنا وأعمالكم جميعاً.

وكل أربعينية وأنتم بخير.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد