www.tasneem-lb.net

شهر رمضان

شهر رمضان - عبودية الخالق وإمامة المخلوق

ديننا

الإمام علي (عليه السلام)      
عبودية الخالق وإمامة المخلوق

 

«إلهي كم من موبقة حملت عن مقابلتها بنقمتك، وكم من جريرة تكرمت عن كشفها بكرمك. إلهي إن طال في عصيانك عمري، وعظم في الصحف ذنبي، فما أنا مؤمل غير غفرانك، ولا أنا براج غير رضوانك». 

تمثل هذه الكلمات ذروة الخضوع والإنكسار للذات الإلهية ومنتهى التذلل والتسليم لله القهار وهي كغيرها من جواهر المناجاة تعبر عن حالة الإنسان العاصي التائق إلى رحمة ربه وعفوه ورضوانه.
ولكن أن تكون هذه الكلمات نابعة من لسان قسيم الجنة والنار وساقي حوض الكوثر، فهذا ما يدعو إلى التعجب والتأمل.
لعل أول ما يتبادر إلى الذهن حين نذكر علياً، صفات الفروسية والبطولة والشهامة، صفات العدالة والحكمة ورجاحة العقل، ولكن ماذا عن علي العابد؟ علي الساهر في محاريب ليالي المدينة والكوفة؟ المتستر بالنخيل كي يصلي في الليل الغابر؟
لعل أبرز ما يعكس حياة الإمام العبادية، شذرات من خطبه وكلماته، حيث قال: "إلهي ما عبدتك خوفاً من عقابك ولا طمعاً في ثوابك ولكن وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك."
ويقول: "آه آه لبعد السفر وقلة الزاد وخشونة الطريق، آه من نار تتضج بالأكباد والكلى، آه من نار نزاعة للشوى، آه من غمرة في ملهبات لظى."
وهو من قال عنه سيد الساجدين الامام علي بن الحسين (عليه السلام): "ومن يقوى على عبادة علي بن أبي طالب."
هذا هو علي بن أبي طالب، هذا هو  الإمام الفارس الهمام الشجاع الذي لقن البشرية مفهوم العبودية والإنعتاق والضعف أمام الخالق وكان مصداق القوي الذي لا يهاب أمام المخلوق.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد