شهر رمضان - محطات رمضانية |5|

ديننا
محطات رمضانية 
|5|

هل نحن لائقون لضيافة الكريم؟
إضاءات نورانية 

(نومكم فيه عبادة) 
الإنسان النائم عادة لا تكتب له حسنة ولا سيئة فهو نائم مسلوب الحواس، ولكن الصائم هو إنسان متقرب إلى الله تعالى بوجوده، هو نائم لا يقوم بأي حركة ولكن وجوده محبوب إلى الله عزّ وجلّ .
هنيئاً لمن استعد للوصول إلى درجة المحبوبية وهو نائم أو جالس أو سائر على الأرض حتى بعد انقضاء الشهر الكريم يصبح نومه عبادة لأن وجوده وجود قريب إلى الله تعالى . 

(وأنفاسكم فيه تسبيح) 
هذه الأنفاس التي هي عبارة عن زفير وشهيق وغازات تدخل وتخرج والتي هي بالحقيقة تلقائية، هذه الأنفاس إذا وقعت في شهر ضيافة الله عزّ وجلّ انقلبت الموازين فإذا بالشهيق (سبحان الله) وإذا بالزفير (الحمدلله والله أكبر).
هنيئاً لمن استعد للوصول إلى هذه الدرجة ووطّن نفسه على الثبات حتى بعد انقضاء الشهر الكريم وجعل فراشه مسجداً وأنفاسه تسبيحاً. 
هذه الفيوضات يصل إليها الإنسان إذا انتسب إلى الله تعالى فتنزل عليه البركات. 

(وعملكم فيه مقبولاً) 
الذي يقلق المؤمن ويجعله مضطرباً خائفاً هو شعوره بأنّ عمله قد لا يكون مقبولاً عند الله سبحانه.
كل عمل لا يراد به وجه الله تعالى مردود إلى صاحبه.
كل عمل يراد به الله وغيره يقول لك (أنا خير الشريكين) فلا يقبل ويرد على صاحبه. 
أما في شهر رمضان، رب العالمين يخفف الموازين لأن مقام الشهر وفضله يجلّ عن المطالبة إذ ليس من طبع الكريم أن يطلب ماله في مجالس الذكر. 
أنتم ضيوف الرحمن، ضيوف مكرمين رفعت عنكم الدقة في المؤاخذة والدقة في الحساب وقلبت على مائدة الرحمن الموازين.
هل نحن مستعدون لمثل هذه الضيافة الإلهية، هل نحن لائقون لنجلس على مائدة النور؟
يتبع..