www.tasneem-lb.net

مناسبات عامّة

مناسبات عامة - رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ

ديننا
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)، الأنبياء/107

في مثل هذا الزمن بالذات أطلّت شمس السعادة، وأضاءت محيط الجزيرة العربيّة، وأشرقت الدنيا بأنوار الرحمة الإلهيّة، فكانت البعثة النبويّة الشريفة التي تجسّدت فيها كلّ معاني رحمة الله تعالى بعباده. 
 
بعث الله تبارك وتعالى النبيّ محمد (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) بعد عام الفيل بأربعين عامًا، أي حينما بلغ الأربعين من عمره الشريف، وكان قبل ذلك يسمع الصوت ولا يرى الشخص حتّى تراءى له جبرائيل وهو في سنّ الأربعين. 

وكانت البعثة النبويّة في السابع والعشرين من شهر رجب، وهيّأ الله تعالى النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) لتلقّي الوحي القرآنيّ: ﴿إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا﴾ المزمل/الآية5 ، ثمّ بدأ نزول القرآن عليه تدريجيًّا في شهر رمضان المبارك، وقد نزلت عليه(صلّى الله عليه وآله وسلَّم) حقائق القرآن ومعانيه دفعة واحدة ثمّ صار ينزل عليه تدريجيًّا، سورةً سورةً، ثمّ صارت تتوالى الأحداث فينزل جبرائيل عليه بالآيات المرتبطة بها في السور التي كانت قد نزلت دفعة واحدة قبل ذلك.
ومن المعلوم أنّ بدء الوحي كان في غار حراء، وكان (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) يتعبّد في ذلك الغار، وقد ذكر المؤرّخون وكتّاب السيرة الكثير من القضايا المرتبطة بطريقة نزول الوحي، ومنها أنّ جبرائيل عصره ثلاث مرّات. وغير ذلك من خرافات، وأنّه (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) رجع عندما نزل عليه الوحي، خائفًا يرتجف وأنّ خديجة (عليها السلام) قد أخذته إلى ورقة بن نوفل النصرانيّ، فأخبره بأنّ ما يراه هو الملاك؛ ولكن الواقع كان غير ذلك تمامًا إذ أنّ النصوص التاريخيّة تشير إلى أنّه (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) بعد نزول الوحي عليه رجع إلى أهله مستبشرًا مسرورًا بما أكرمه الله به، مطمئنًّا إلى المهمّة التي أوكله الله بها.

◆عن زرارة أنّه سأل الإمام الصادق(عليه السلام): كيف لم يخف رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلَّم)  في ما يأتيه من قِبَل الله تعالى: أن يكون ممّا ينزع به الشيطان؟ فقال(عليه السلام) : "إنّ الله إذا اتّخذ عبدًا رسولًا، أنزل عليه السكينة والوقار، فكان الذي يأتيه من قِبَل الله، مثل الذي يراه بعينه" تفسير العياشي-ج2

يقول الإمام القائد السيد علي الخامنئي في ذكرى البعثة المباركة:
»إنّ البشر وببركة العقل يمكنهم أن يدركوا رسالة الأنبياء؛ فلا يخشون المشاكل والصّعاب على طريق الأنبياء النّورانيّ ويتمكّنون من عبورها. تستطيع البشريّة ببركة العقل والفكر أن تستفيد من مفاهيم القرآن بصورةٍ صحيحة. فلو أنّ المجتمع الإسلاميّ التزم بهذا البرنامج والتّعاليم فأعمل قوّة الفكر والعقل وجعل هذا الأمر رائجًا وعامًّا، فإنّ مشكلات البشريّة الأساسيّة سوف تُحلّ، كما ستُحلّ المشاكل الأساسية للمجتمع الإسلاميّ.«


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد