www.tasneem-lb.net

السيدة زينب (ع)

السيّدة زينب - وَليٌّ إلهي

وَليٌّ إلهي

شاءت الأقدار أن تعايش السيدة زينب عليها السلام وتواكب كل الأحداث والمصائب التي تعرّض لها الإسلام بدءً من عصر رسول اللّه صلّى الله عليه وآله وسلم وما تركته وفاته من بصمات أليمة ألقت بظلالها على التاريخ مروراً بحياة أبيها وأمّها وجهادهما، إلى وقفتها في كربلاء وما جرى فيها من أحداث.

لقد تألقت السيدة زينب عليها السلام كولي إلهي في المسير إلى كربلاء مع الإمام الحسين عليه السلام، وفي حادثة يوم عاشوراء وتحمّلها تلك الصعاب والمحن، وأيضاً في أحداث ما بعد استشهاد الإمام الحسين بن علي عليهما السلام، حيث قامت برعاية تلك الجماعة المتبقية من الأطفال والنساء.. فتألقت بشكل لا يمكن أن نجد له نظيراً على مرّ التاريخ. ثم في الأحداث المتتابعة خلال فترة الأسر، في الكوفة والشام وإلى تلك الأيام وهي أيام نهاية‌ هذه الأحداث وابتداء مرحلة‌ جديدة للحركة الإسلامية وتقدم الفكر الإسلامي والمجتمع الإسلامي. وبسبب هذا الجهاد الكبير اكتسبت زينب الكبرى عليها السلام عند الله تعالی مقاماً لا يمكننا وصفه.
عادت السيدة زينب إلى المدينة تاركة وراءها ثورات الحرية المطالبة بسقوط بني أمية في كل البقاع التي كانت تحت سيطرتهم… عادت إلى المدينة مرفوعة الرأس. عادت ولواء النصر بيدها.. عادت إلى المدينة ولم تتعبها شهور السبي وطول مسافات السفر، بل استمرت بدورها الرسالي والإعلامي.. فرغم كل آلامها انتصرت.. وتغلبت على حزنها بقوة إيمانها، فالله معها، والله سدد خطاها، بل كانت متيقنة بأن كل ما جرى عليهم هو بعين الله وبأمر من الله، لذا لم تبال بما جرى عليها.. لم تعرف اليأس، لم تمل، رغم كل المصاعب والأحزان التي تئن منها الجبال.

إنها زينب الكبرى، صوت الحق، صوت الرسالة، صوت الإعلام الثائر، فلولاها لبقيت ثورة كربلاء مدفونة في كربلاء.. ولبقيت شهادة الامام الحسين ومظلومتيه عليه السلام طي الكتمان.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد