www.tasneem-lb.net

مجتمع

مجتمع - رسائل عاطفية |11|

مجتمعنا
رسائل عاطفية
|11|

زوجتي الودود
سلام من الله عليكِ، وكل الحب مع جزيل الإمتنان على رسائلك ومودتك الصادقة.
عزيزتي، نعم إن كلّ منّا يرسم طموحاً واسعًا ليكتسب الفضائل بتمامها، لكن هل الوصول إلى هذه الغاية سهل يسير؟ أم أنه يستلزم السعي الجاد والإصرار، مع الوقت الطويل. 
فلربما قضى المرء عمره ساعيًا وراء هذا الهدف ولم يبلغه إلى نهاية عمره، فهل هذا يعني أننا عاجزون عن توفير الهناءة في العيش والسكينة في الدار؟ لذا وجدت أن إشارتك تلك لصفة سرعة الرضا باب لتحصيل الفضائل بالحد المتيسر إلى حد ما، خاصة إن وَجد كل منّا يد الآخر ممدودة نحوه للمساعدة ومد يد العون. 
وأن نكون سريعي الرضا هذا لا يعني أننا لا نغضب ولا ننزعج لبعض الأمور والتصرفات والحوادث. 
إنما هي أمر مختلف يعود الى حالة ما بعد الإنزعاج، فهل سنبقى مدة طويلة في دائرة الغضب والانزعاج ونرتب على ذلك قرارات وردود أفعال..  أم أننا سنتجاوز عن ذلك بلين ورحمة وسعة صدر؟
عزيزتي.. يكثر الحديث في عالم اليوم عن مصطلح التفكير الإيجابي؟ والجميل أنه بات مادة للتدريب بهدف اكتسابه؟ ولعله باب للعقل والتفكير وله نافذة كبيرة على القلب ليجعله أكثر رحابة، وقدرة على تجاوز العقبات، وسرعة الرضا، وليونة الطباع.. 
وكم يخطر في بالنا كل يوم قول الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله: "إحمل أخاك المؤمن على سبعين محملًا من الخير"، الحدائق النضرة/ج15.
 أفلا يكون تعاملنا (الزوج/ الزوجة) بداية اختبار وتدريب لصقل هذا السلوك الإيجابي في نفوسنا لنغمر بإيجابيتنا المجتمع بأسره. 
عزيزتي.. لم أتفوه بهذا الكلام مخاطبًا إياك فحسب إنما شعرت أني أخاطب نفسي أولاً من خلالك، ليقول كل منا لنفسه فلأكن سباقًا ولآخذ بيد شريكي إلى رحاب الفضائل. 
أنتظر رسائلك بكل شوق عزيزتي.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد