www.tasneem-lb.net

موقف تربوي

موقف تربوي - الحوار المثمر |15| الجزء الثاني

ديننا
الحوار المثمر
|15| الجزء الثاني

 

حوار بين المرض الروحي وعلاجه
(حوار بين الغيبة وعلاجها/ الجزء الثاني)

- علاجها: هل تريدين معرفة مفاسد الغيبة؟
- الغيبة: أي مفاسد؟!
- علاجها: للغيبة مفاسد فهي مفسدة للإيمان والأخلاق والظاهر والباطن وتتسبب بفضيحة الإنسان في الدنيا والآخرة وسقوطه من أعين الناس وفقدان الثقة به، وبالإضافة إلى ذلك تشتمل على مفاسد إجتماعية أيضًا ولها تأثير سلبي جدًا على المجتمع.
- الغيبة: مفاسد إجتماعية أيضا!؟
- علاجها: أجل، الغيبة إذا أشيعت فهي سبب للضغينة والحسد والعداوة والبغض وترسيخ جذور الفساد في المجتمع وضعضعة وحدة المجتمع وتضامنه، وفي النهاية لن تورث المجتمع إلا القبائح والفساد فهي على طرف النقيض من التآلف والتآخي وسبب لقطع بركات تلك الحالة التي أسسها النبي (صلى الله عليه وآله) من بداية الإسلام.
- الغيبة: يا للهول! وماذا أفعل؟
- علاجها: أولاً عليك أن تبتعدي عن هذه الرذيلة، وتتوبي إلى الله تعالى من هذا العمل البغيض، وتستدرك هذه الغيبة لتتخلصي من آثارها السيئة وعليك أن تسترضي من اغتبته إن كان الاسترضاء ممكنًا ولم يلزم منه أي محذور ولم يكن يفضي إلى مشكلة بينكما، فتطلبي منه المسامحة. ولكن في حال كان الاسترضاء يزيد الأمور سوءًا عندئذ عليك بالإستغفار للإنسان الذي اغتبته، فيكون طلب المغفرة له من الله تعالى بمثابة الكفارة على الغيبة التي ارتكبتها بحقه.
- الغيبة: ولكن ماذا علي أن أفعل كي أتخلص من هذه الآفة وأعالج نفسي؟
-علاجها: إن معالجة هذه الخطيئة العظيمة تكون من جهتين: فالجهة الأولى هي العلم النافع بأن يفكر الإنسان في الآثار المفيدة التي تترتب على معالجة هذه الموبقة، ويقارنها بالمضاعفات السيئة والآثار الشنيعة التي تترتب على الغيبة، فيعرض كلا الأمرين على العقل ويستهديه لما فيه الحسن والخير والصلاح. أما الجهة الثانية فهي العمل، فلا بد من كف النفس عن هذه المعصية ولجم اللسان، والمراقبة الكاملة للنفس والحفاظ عليها ومحاسبتها ومعاهدتها بعدم اقتراف هذه الخطيئة.
تستطيعين إصلاح نفسك بفترة قصيرة، حتى تصلي لمرحلة تحسي فيها بالتنفر من الغيبة بطبيعتك، بل تحسي بأن راحة النفس ومتعتها بترك الغيبة.
- الغيبة: لا أدري كيف أشكرك يا أخي على هذا الحوار المثمر؟ أنا حقًا ممتنة لك، وشاكرة الله تعالى على نعمة الأخ الذي يرشدني دائمًا إلى الصواب.
- علاجها: لا شكر على واجب، هذا واجبي تجاهك وتجاه كل أخ في الدين والإنسانية. فالحمد لله إذ وفقني على إرشادك من خلال هذا الحوار.
- الغيبة: أجل الحمد لله. أعدك بإصلاح نفسي والتوقف عن الإستغابة منذ الآن. أدعو لي بالتوفيق.
- علاجها: إن كانت نيتك الإصلاح فحتمًا ستصلين إلى الهدف قريبًا إن شاء الله.
- الغيبة: إن شاء الله.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد