www.tasneem-lb.net

عاشوراء

عاشوراء - إطلالة على المجتمع الكوفي |1|

إطلالة على المجتمع الكوفي
|1|

 

حين مات معاوية كانت تتقاسم الكوفة أربع فئات:
الأولى: فئة أتباع السلطة وأركان الحكم وهم يمثلون النخبة الحاكمة من رؤوس الأرباع والشرطة والجند والزعماء، والمتملقين، والمخبرين والطامحين إلي احتلال مواقع كبيرة في جهاز السلطة.. وهؤلاء كانوا يمثلون الفئة الكبيرة المتغلبة في الكوفة.

 

الثانية: فئة تمثل طليعة الشيعة ونخبتهم المثقفة المتدينة من قراء وعلماء وزعماء قبليين كانوا خارج جهاز الحكم، تلاحقهم «تهمة العداء» للسلطة والحكم، وهم مبعدون عن المواقع السياسية التي وضعها معاوية لحكم العراق.
 

الثالثة: فئة تمثل الخوارج، وهم أقلية قليلة داخل الكوفة.
 

الرابعة: وهي فئة تمثل السواد الأعظم من الناس ممن لا يهمهم من يكون الحاكم بل يهمهم أن يكونوا في سلامة ودعة ومعاش جارٍ، وهؤلاء حينما يؤيدون حركة ما فإنما يفعلون ذلك طمعاً في الحصول على مغنم دون أن يكونوا مستعدين للتضحية من أجل ذلك.
هذه الفئات الاجتماعية هي التي كانت تشكل المشهد الذي تميل فيه الكفة للمتغلب بالقوة، أي السلطة التي تملك القوة وتتصرف بالأرزاق والأعطيات، وبهذا تكون النخبة الشيعية قليلة قياساً إلي مجموع الفئات الأخرى، لكن هذه الفئة لم تمنعها القلة من التأثير في الوضع الاجتماعي داخل الكوفة إلى درجة جعلت النعمان بن بشير (والي الكوفة) يبدو ضعيفاً في مواجهة تلك التحولات، وهو ضعفٌ دَفَع ببعض أنصار السلطة للكتابة إلى يزيد يدعوه فيها إلى ارسال رجل قوي للسيطرة على الكوفة.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد