www.tasneem-lb.net

عاشوراء

عاشوراء - فتنة الظالمين |2|

فتنة الظالمين
|2|

 

ظُلامة المؤمنين في عهد أبناء الطلقاء

"فأْتوا برملة أو بهندٍ
نبايعها أميرة مؤمنينا
إذا مات كِسرى قام كِسرى
نعدّ ثلاثةً متناسقينا
خشينا الغيظ حتى لو شربنا
دماءَ بني أمية ما روينا
لقد ضاعت رعيتكم وأنتم
تصيدون الأرانب غافلينا"
هكذا صوّر الشاعر عبد الله بن هشام السلولي طبيعة الأمويين إبان فترة سلطتهم، وقد ضمّن أبياته الشعرية إشارات حول وضع المسلمين وقتذاك، ويمكن تلخيص أبرز انعكاسات الحكم الأموي فيما يلي: 
- تحويل موقع الخلافة الإسلامية إلى نظام ملكي على طريقة أباطرة التاريخ الذين يورثون ملكم لأبنائهم وحاشيتهم.   
 - منع العلوم والمعارف الإسلامية من الإنتشار والتضييق المستمر على أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وتلامذتهم، خوفًا من اكتساب العامّة للوعي المطلوب للإنقلاب على الحكومة.
يقول الإمام الخامنئي في هذا المجال :" لقد تحوّل ذلك الجهاز (الدولة الإسلامية) الذي كان يريد تربية وبناء الناس عقلاءَ متعبدين مؤمنين أحرار طاهرين خُشّع لله أشداء أمام المستكبرين إلى جهاز يربي الناس ويعلمهم أصناف المكر ويجعلهم عبيدًا للدنيا والأهواء والنزوات، متملقين وخاوين من المعنويات، أناسًا فارغين، ديدنهم الفسق والفساد". (1)
- ترهيب الناس وتخويفهم من خلال سياسة القتل والتنكيل التي لم ينجُ منها أهل بيت الرسول (صلّى الله عليه وآله) وكبار صحابته.
- إعتماد سياسة الإفقار والتضييق الإقتصادي حقدًا وإذلالًا لأتباع أهل البيت (عليهم السلام)والتصرف بأموال بيت مال المسلمين بما يخدم مصالحهم، فقد ورد عن معاوية قوله :"انظروا من قامت عليه البينة أنه يحب عليًا وآل بيته، فامحوه من الديوان وأسقطوا عطاءه ورزقه".
- دسّ الأحاديث المغلوطة عن النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله) والتي ترفع من شأنهم بين الناس، ومن الأمور المشهودة لمعاوية تغريره للصحابي سمرة بن جندب بخمسمائة ألف من الذهب كي يفسر للناس الآية الكريمة: "ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام" على أنها تفضح سريرة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام).
- وضع العقائد الباطلة لتثبيت سلطتهم وتبرير سياستهم، كمسألة الجبر والخروج على الحاكم.
- شق الصف الواحد والتفرقة القومية والعرقية بين المسلمين لصرفهم عن قضيتهم الأساس ومجابهة السلطة.
هذا غيضٌ من فيض الممارسات الشنيعة للأمويين عمومًا، أما عن خصوصية المرحلة الزمنية التي قادها يزيد بن معاوية (عليه لعائن الله) فسنتحدث عنها في الفقرة القادمة.
(1) كتاب "إنسان بعمر 250 سنة).


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد