www.tasneem-lb.net

عاشوراء

عاشوراء - فتنة الظالمين |1|

فتنة الظالمين 
|1|

 

بنو أمية آفّةُ هذه الأمّة
"ألا وإنّ أخوف الفتن عندي عليكم فتنة بني أمية، فإنها فتنةٌ عمياء مظلمة(..) وَأَيْمُ الله لتجدنَّ بني أمية لكم أرباب سوء بعدي، كالنّاب الضروس، تعدِم بفيها وتخبط بيدها وتزبن برجلها وتمنع درّها. لا يزالون بكم حتى لا يتركوا منكم إلا نافعًا لهم وغير ضائر بهم، ولا يزال بلاؤهم حتى لا يكون انتصار أحدكم منهم إلا مثل انتصار العبد من ربّه".
هؤلاء هم جبابرة بني أمية في أبلغ وصف على لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، كالناب الضروس الذي يطحن كل من مرّ تحت سلطتهم.

نهج البلاغة
فكيف برزت هذه الفئة وكيف استحوذت على الحكم؟
كان آل أمية في بدايات الدعوة الإسلامية من أشد المحاربين لها، والمتصدين للنبي محمد (صلى الله عليه وآله) في كثير من المعارك. ولكن نجمهم خفَت وذكرهم تلاشى بُعيد علوّ كلمة الإسلام وفتح مكة إذ اضطروا إلى إعلان إسلامهم عنوة.
ثم ما لبثوا أن عادوا للظهور ودخلوا إلى السلطة من بابها العريض في فترة خلافة عثمان بن عفان، مستغلين صلة قرابتهم به والأموال التي أغدقها عليهم وكذلك المناصب التي بوّأهم إياها، والتي كان أخطرها على الإطلاق تنصيب معاوية بن أبي سفيان واليًا على بلاد الشام.
وكانت لشخصية مروان بن الحكم قريب أبي سفيان والحاقد على آل بيت الرسول، الأثر الأبرز في تقوية شوكة الأمويين، فلقد استطاع حينها أن يظلّ الآمر والناهي في جميع قرارات الخليفة الثالث عثمان.

معاوية في شامِ أحلامه.
إثر تسلم الطاغية معاوية الحكم في الشام، جعل من هذه البلاد سلطنة مَكْرِه وجبروته، فهي كانت حديثةُ عهدٍ في الإسلام وفيها من الخيرات والإمكانات ما يحلم به كل والٍ، الأمر الذي جعل الداهية يقدم لأهل هذه المنطقة إسلامًا على طريقته وكما يحلو له، واستطاع بأسلوبه الشيطاني أن يصوّر نفسه مِثالًا أعلى أمام الشاميين.
وفورَ تثبيت دعائم إمارته راح ينسج الخطط للإستيلاء على خلافة المسلمين، فتمرّد على حكومة الإمام علي (عليه السلام) وخاض ضده معركة صفين التي اعتمد فيها المكر والخديعة، ثم نجح بالاستحواذ على الدولة في عهد الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)، ضاربًا عرض الحائط كل شروط الصلح وبنوده. ومن حينها، مارس أشد مظاهر الظلم السياسي والإجتماعي والإقتصادي بحقّ رعيته. وقد استمرّ أسلوبه الجائر طيلة فترة الحكم الأموي من بعده.
فماذا كانت نتيجة هذا الظلم؟ وكيف أصبح حال المسلمين في ذلك الزمن؟ هذا ما سنتابعه في الفقرة القادمة. 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد