www.tasneem-lb.net

موقف تربوي

موقف تربوي - الحوار المثمر |11| الجزء الثاني

ديننا
الحوار المثمر
|11|
الجزء الثاني

حوار بين المرض الروحي وعلاجه
(حوار بين الحسد وعلاجه/ الجزء الثاني)

- الحسد: لست كذلك.
- علاجه: لا تنكر هذا الأمر فمفاسد الحسد كثيرة. 
فالمؤمن لا يتمنى السوء للمؤمنين، بل هم أعزاء عنده. والحسود بعكس ذلك.
المؤمن لا يغلبه حب الدنيا، والحسود إنما هو مبتلى بشدة حبه للدنيا.
المؤمن لا يداخله خوف ولا حزن إلا من بارئ الخلق تعالى، أما الحسود فخوفه وحزنه يدوران حول المحسود.
المؤمن طلق المحيا، وبشراه في وجهه، والحسود مقطب الجبين عبوس الوجه. 
المؤمن متواضع والحسود متكبر في معظم الحالات. من المفاسد الكبيرة التي لا تنفك عن الحسد أن المؤمن يحسن الظن بالله تعالى، و هو راض بقسمه الذي يقسمه بين عباده. أما الحسود فساخط على الله تعالى ولي نعمته، يشيح بوجهه عن تقديراته. وكلما إشتد الحسد ازداد ضعف الإيمان حتى يصل إلى مرحلة يطفئ نور الإيمان ويميت قلب الإنسان.
- الحسد: كل هذا!
- علاجه: وأكثر فعن الإمام الصادق (عليه السلام): «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قال الله عز وجل لموسى بن عمران: يا ابن عمران لا تحسدنّ الناس على ما آتيتهم من فضلي ولا تمدن عينيك إلى ذلك ولا تتبعه نفسك، فإن الحاسد ساخط لنعمي، صاد لقسمي الذي قسمت بين عبادي ومن يك كذلك فلست منه وليس مني» الكافي (الكليني)ج2، ألا يكفي هذا؟ كما وأن صاحب هذا الخلق يعيش في الدنيا معذبًا مبتلى ويكون له في القبر ضيق وظلمة. وأما في اﻵخرة فسيحشر مسكينًا متألمًا.
- الحسد: يا إلهي عفوك وغفرانك. وهل من علاج؟
- علاجه: مؤكد هناك علاج عملي للحسد.
- الحسد: ساعدني أرجوك، كيف أتخلص من هذه الآفة؟
- علاجه: حتى تستطيع أن تواجه هذه الرذيلة وتعالج هذا المرض الذي ابتليت به، عليك أن لا تجاري هذه النفس ولا تتبع خطواتها، من إظهار البغض للمحسود، بل يجب أن تقوم بعكس ذلك تمامًا لكسر هذه النفس، فتظهر المحبة له وتترحم عليه وتحترمه، واحمل لسانك على أن يذكر محاسنه، واعرض أعماله الصالحة على نفسك وعلى الآخرين، وتذكر صفاته الجميلة. وقل لنفسك: على الأقل إن هذا الإنسان عبد من عباد الله، ولعل الله نظر إليه نظرة لطف فأنعم عليه بما أنعم، فخصه دون غيره بها. واعلم أنك ستتوفق إذ اتخذت طريق المحبة لأن نور المحبة قاهر للظلمة ومزيل للكدر.
- الحسد: إذًا السر في المحبة! لم أكن أعلم ذلك إطلاقًا، شكرًا لك على هذا الحوار المثمر.
- علاجه: أجل المحبة، ولا شكر على واجب. فالحمد لله إذ وفقنا لخوض هذا الحوار.
- الحسد: أجل الحمد لله.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد