www.tasneem-lb.net

أخلاق

أخلاق - ها هو اليتيم بعين الله |29|

ثقافتنا
ها هو اليتيم بعين الله
|29|

 

يا لذكاء هذا الغلام ويا لفطنته!، يصعب على عبد المطلب، أن يستر عليه سـره بل يستحيل.
هالة! أدارت إليه رأسها، وهي  ترتب الحجرة قولي لأبي طالب، وبناتي يجتمعوا إليّ الليلة .
انـطـلـقـت لإنـفـاذ مـا أمــر، فـالـتـفـت عـبـد الـمـطـلـب إلــى محمد يسأله: كيف حالك يا بني؟ قـال محمد والعبرة تخنقه: عاهدني يا جدي على الصحة والشفاء! 
تظاهر عبد المطلب بالسلامة، وأنى له ذلك؟ 
- أتعرف يا ولدي أنني عشت مثلك يتيمًا.
 زحف إليه محمد ليجلس إلى جواره، فقال، متلهفًا: لكنك لم تخبرني بذلك!
 - أجـل، يا ولـدي، أنـا أيضًا ولـدت يتيمًا، ثم ماتت عني أمي، وأنا في عمرك. 
- يا للعجب.. إذن، كنت مثلي؟
 أنت مثلي، لا أنا مثلك! 
انــفــرج ثــغــره الـصـغـيـر عــن بـسـمـة خــافــتــة؛
- أجــل يـا عـزيـزي الـصـغـيـر، كـانـت طـفـولـتـي مـثـل طـفـولـتـك، أو كادت أنا أيضًا ألمّت بوالدي وعكة، فمات، وهو في طريق التجارة إلى الشام، إلا أنك الآن بين العشيرة والديار، ثـم أضـاف، مـتـأوّهـا: ثبت للقضاء - على أيـة حـال - وأذعنت لـلـقـدر كـمـا يـذعـن الــرجــال
- لم تحدثني أمي إلا عن ولادتك في يثرب!
- نعم، ولدت بها؛ إذ كانت أمي منها، كانت أمي طيبة، كريمة، اشترطت على والدي، لدى العقد، المقام بدار قومها وأن يكون بيدها الأمر، فتفارقه إذا كرهته، فانقاد أبـي لـلـشـروط. فلما آنـت رحـلـة الـشـام، ودّع أبــي، هـاشـم، عـروسـه، ولـمـا يــزل فـي كـفـهـا خـضـاب الــعــرس، وانـطـلـق مـع الــركــب؛ إذ كـان سيد قريش وقائد عير مكة، وهو الذي سن الرحلتين، رحلة الشتاء والصيف. فتداركه المرض في ربوع الشام فلازم الفراش؛ مما تخلف عن الركب هو ونفر من أهله، فأوصى أن يبقى الرضيع - إن وضعته أمـي - إلـى جـوارهـا بيثرب، حتى إذا اشتد عـوده، 
وبذلك ولد فنما ونشأ حتى بلغ الثامنة .


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد