www.tasneem-lb.net

شهر رمضان

شهر رمضان - يا صائم قُم وحّد الدائم |1|

ديننا
يا صائم قُم وحّد الدائم
|1|

يقول الله تعالى في محكم كتابه:  ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا﴾ الإسراء/79
في شهر رمضان المبارك لذة خاصة في العبادة والذكر، والتي تتجلى صورها في وقت السحر.
هذه الأوقات بما تشتملها من هدوء وطمأنينة وسكينة تُعدُّ من أجمل الساعات في الارتباط الوثيق بمحبة الباري دام ذكره.
وقد حثّنا الله عز وجل في محكم كتابه على الفضل الكبير والمراتب العالية التي يحصلها الإنسان عبر الذكر والاستغفار في الليل.
وهنا لا بُدّ أن نُبيّن ما أشار إليه الإمام الصادق عليه السلام من أنّ صلاة الليل لم يُحدِّد القرآن لها ثواباً كسائر الأعمال الصالحة وما لذلك من دلالة، حيث قال عليه السلام: "ما من عمل حسن يعمله العبد إلا وله ثواب في القرآن إلّا صلاة الليل فإنّ الله عزّ وجلّ لم يُبيّن ثوابها لعظيم خطره عنده فقال جلّ ذكره ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ  فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ " ، وسائل الشيعة/ج8 .

فمن المعلوم أنّه من أساليب التعظيم لأمر ما، التعبير عنه على نحو الإطلاق من دون تقييد، وفي موردنا إنّ الله تعالى لم يُحدِّد ثواب التهجُّد بجهة أو نوع خاصّ من الثواب وإنّما نفى العلم به، ليكون منطبقاً على أيّ ضرب من ضروب الثواب وهذا غاية الفضل والعظمة والثناء. فهذا انفراد وتمييز لهذه العبادة عن غيرها من القربات إذ لم يذكر لها ثواب محدّد في القرآن الكريم كما ذكر لكلّ من الأعمال الحسنة.
وأمير المؤمنين عليه السلام حينما يصف المتقين، يخصهم بميزة دون سواهم من البشر فيقول فأَمَّا اللَّيْلَ فَصَافُّونَ أَقْدَامَهُمْ، إشارة إلى صلاة الليل. 
تَالِينَ لأجْزَاءِ الْقُرْآنِ يُرَتِّلُونَهَا تَرْتِيلاً، إشارة إلى قراءة القرآن والتأمّل والتدبّر. يُحَزِّنُونَ بِهِ أَنْفُسَهُمْ، وَيَسْتَثِيرُونَ بِهِ دَوَاءَ دَائِهِمْ" وهي كناية عن الحالة النفسية للقراءة.
هذه هي ساعات السحر، بقيمها المعنوية الباطنية، ارتباط خاص بالله لخاصّة أوليائه، فلا نجعل ايام شهر رمضان تتوالى دون احياء لهذه الليالي المباركة، وهي فرصة جوهرية لغفران الذنوب.
 أَعُوذُ بِجَلالِ وَجْهِكَ الكَرِيمِ أَنْ يَنْقَضِيَ عَنِّي شَهْرُ رَمَضانَ أَوْ يَطْلُعَ الفَجْرُ مِنْ لَيْلَتِي هذِهِ وَلَكَ قِبَلِي ذَنْبٌ أَوْتَبِعَةٌ تُعَذِّبُنِي عَلَيْهِ.
يتبع..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد