www.tasneem-lb.net

الإمام موسى الكاظم(ع)

الإمام الكاظم ع - إمامة.. جهاد طويل.. فشهادة

أهل البيت
إمامة.. جهاد طويل.. فشهادة

لقد كانت حياة الإمام موسى بن جعفر عليه السلام مليئة بالأحداث؛ حياةً مليئةً بالمفاجآت والحماسة. كانت عبارة  عن جهادٍ طويلٍ ومواجهة منظّمة وكان للإمام  أتباعٌ في جميع أرجاء العالم الإسلامي يحبّونه لكن هذه العلاقات لم تصل إلى حيث يتمكّن موسى بن جعفر عليه السلام من القيام بحركةٍ عسكريةٍ علنيّة.
بدأت حياة موسى بن جعفر، في أصعب المراحل والمقاطع الزمنيّة، ففيها حكم اثنان من أكثر سلاطين بني العبّاس اقتداراً: المنصور وهارون، وإثنان من أكثرهم تجبّراً المهدي والهادي.
في مثل هذه الظروف الّتي كان يتمتّع فيها المنصور بأوج السلطة، جاء دور خلافة الإمام موسى بن جعفر عليه السلام، الّذي كان شابّاً في مقتبل العمر، ويخضع لكلّ هذه الرقابة. وكان الأمر بحيث إنّ الّذين كانوا يريدون أن يعرفوا إلى من يرجعون بعد الإمام الصادق عليه السلام كانوا يجدون صعوبة بالغة في شقّ الطريق والوصول إليه وكان موسى بن جعفر عليه السلام يوصيهم بالحذر لأنّه لو عُرف أنّهم قد سمعوا منه وأخذوا من تعاليمه وارتبطوا به سيكون مصيرهم الذبح، فلجأوا للتقية.
طيلة هذه السنوات الـ 35  كان الإمام موسى بن جعفر عليه السلام مشغولاً بالدعوة إلى الإمامة والقيام بالتكليف والجهاد وكان خلفاء عصره قد عزموا  على قتله، وأعدّوا لذلك خططهم. فالمهدي العبّاسي ابن المنصور بمجرّد أن وصل إلى الحكومة قال لوزيره أنّه عليك أن تعدّ العدّة لقتل موسى بن جعفر. والهادي العبّاسي قد عزم في بداية حكومته على قتل الإمام عليه السلام. حتّى أنّه أنشد شعراً وقال: لقد مرّ الزمان الّذي نعامل فيه بني هاشم باللين ونستسهل أمرهم، وإنّني عازمٌ وحازمٌ على أن لا أبقي منهم أحداً، وأوّل من سأقضي عليه هو موسى بن جعفر. وفيما بعد كان هارون الرشيد أيضاً يريد أن يفعل نفس هذا الأمر، وقد فعلها.
كان الإمام عليه السلام يعيش في مرحلة ما في الخفاء ولم يُعلم أين كان يتستّر. وهناك نجد أنّ الحاكم يستدعي أشخاصاً ويحقّق معهم فيما لو رأوا موسى بن جعفر عليه السلام أو علموا أين هو. وكانوا يصرّحون بأنّهم لم يشاهدوه. 
 وكان يلاحَق في قرى الشام من قبل الأجهزة الحاكمة، فتُرسل الجواسيس وتلاحقه من قرية إلى قرية. 
كانوا يعلمون أنّ خطر موسى بن جعفر عليه السلام على جهاز الخلافة هو خطرُ قائدٍ كبير يتمتّع بالعلم والتقوى والصلاح، وله أتباعٌ ومحبّون في جميع أرجاء العالم الإسلامي. ويتمتّع بشجاعةٍ لا تهاب أيّة قوّةٍ مهما بلغت. هكذا شخصية مجاهدة ومناضلة ولديها خطّة لأجل إقامة الحكومة والنظام الإسلاميين كانت تمثّل أكبر خطر لحكومة هارون. لهذا قرّر هارون أن يزيل هذا الخطر من أمامه، وأقدم على جريمته الكبرى.
فسلام عليك سيدي يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حياً.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد