www.tasneem-lb.net

أميري علي(ع)

أميري علي - عليٌّ الحاكم العادل

أهل البيت
عليٌّ الحاكم العادل

إذا جاز لنا الكلام عن علي بن أبي طالب عليه السلام، كان جدير بنا أن ننعت العدالة باسمه، وأن الزهد واليقين، والمساواة والقضاء، والخوف والرجاء، والشجاعة والكرم والسخاء والحلم والحكمة و.. كلها صفات اتخذت من عليٍّ عليه السلام القائد العظيم جُلّ معانيها. 
حتى غدا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) أعظم نموذج للعدالة والمساواة وواحداً من روادها الذين لم يعرف لهم التاريخ نظيراً.

فهو عليه السلام:
• في زهده: يلبس الخشن ويأكل الجشب مواساةً للفقراء ويقول:  "يا دنيا غرّي غيري"، وسائل الشيعة/ج15.
• وفي الإصلاح ومحاربة الفساد يناجي ربه ويشكو قائلًا: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنِ الَّذِي كَانَ مِنَّا مُنَافَسَةً فِي سُلْطَانٍ، وَلَا الْتِمَاسَ شَيْ‏ءٍ مِنْ فُضُولِ الْحُطَامِ، وَلَكِنْ لِنَرِدَ الْمَعَالِمَ مِنْ دِينِكَ، وَنُظْهِرَ الْإِصْلَاحَ فِي بِلَادِك،َ فَيَأْمَنَ الْمَظْلُومُونَ مِنْ عِبَادِك،َ وَتُقَامَ الْمُعَطَّلَةُ مِنْ حُدُودِك، نهج البلاغة/ج2.
• وفي وعظه للحكام محييًا للسنن محاربًا للبدع قائلاً: فَاعْلَمْ أَنَّ أَفْضَلَ عِبَادِ اللَّهِ عِنْدَ اللَّهِ إِمَامٌ عَادِلٌ، هُدِيَ وَهَدَى، فَأَقَامَ سُنَّةً مَعْلُومَةً، وَأَمَاتَ بِدْعَةً مَجْهُولَةً، وَإِنَّ السُّنَنَ لَنَيِّرَةٌ لَهَا أَعْلَامٌ، وَإِنَّ الْبِدَعَ لَظَاهِرَةٌ لَهَا أَعْلَامٌ، وَإِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ إِمَامٌ جَائِرٌ ضَلَّ وَضُلَّ بِهِ، فَأَمَاتَ سُنَّةً مَأْخُوذَةً، وَأَحْيَا بِدْعَةً مَتْرُوكَةً..، نهج البلاغة/ج2.
ففي هذا الخطاب للخليفة أشار الإمام علي (عليه السلام) إلى الداء ومن ثمّ إلى معالجته.
• وفي صفات الحاكم والاهتمام بالناس وتقديم مصالحهم على مصلحته الخاصة: أَلَا وَإِنَّ إِمَامَكُمْ قَدِ اكْتَفَى مِنْ دُنْيَاهُ بِطِمْرَيْهِ، وَمِنْ طُعْمِهِ بِقُرْصَيْهِ..

فَوَاللَّهِ مَا كَنَزْتُ مِنْ دُنْيَاكُمْ تِبْراً وَلَا ادَّخَرْتُ مِنْ غَنَائِمِهَا وَفْراً، وَلَا أَعْدَدْتُ لِبَالِي ثَوْبِي طِمْراً، وَلَا حُزْتُ مِنْ أَرْضِهَا شِبْراً..
وَلَوْ شِئْتُ لَاهْتَدَيْتُ الطَّرِيقَ إِلَى مُصَفَّى هَذَا الْعَسَلِ، وَلُبَابِ هَذَا الْقَمْحِ.. وَلَكِنْ هَيْهَاتَ أَنْ يَغْلِبَنِي هَوَايَ، وَيَقُودَنِي جَشَعِي إِلَى تَخَيُّرِ الْأَطْعِمَةِ -وَلَعَلَّ بِالْحِجَازِ أَوْ الْيَمَامَةِ مَنْ لَا طَمَعَ لَهُ فِي الْقُرْصِ، وَلَا عَهْدَ لَهُ بِالشِّبَعِ، أَوْ أَبِيتَ مِبْطَاناً وَحَوْلِي بُطُونٌ غَرْثَى، وَأَكْبَادٌ حَرَّى؟! أَوْ أَكُونَ كَمَا قَالَ الْقَائِلُ: وَحَسْبُكَ دَاءً أَنْ تَبِيتَ بِبِطْنَةٍ وَحَوْلَكَ أَكْبَادٌ تَحِنُّ إِلَى الْقِدِّ أَأَقْنَعُ مِنْ نَفْسِي بِأَنْ يُقَالَ هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، وَلَا أُشَارِكُهُمْ فِي مَكَارِهِ الدَّهْرِ، أَوْ أَكُونَ أُسْوَةً لَهُمْ فِي جُشُوبَةِ الْعَيْشِ..."، نهج البلاغة/ج3.
هذا بعضٌ من صفات عليٍّ عليه السلام..
ولقد جاء في كلام ابن الأثير المؤرّخ المعروف في وصف عدالة (الإمام عليه السلام): "إنّ زهده وعدله لا يمكن استقصاؤهما،  وماذا يقول القائل في عدل خليفةٍ يجد في مالٍ جاءه من أصفهان رغيفاً فيقسِّمه أجزاء كما قسّم المال، ويجعل على كل جزء جزء، ويساوي بين الناس في العطاء، ويأخذ كأحدهم".
هو عليٌّ الإنسان..
هو عليٌّ الحاكم العادل..
هو عليٌّ العطوف الحنون..
هو عليٌّ المحبُّ لله المخلص لرسوله. 
هو عليٌّ وجه الله الذي منه يؤتى


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد