www.tasneem-lb.net

مجتمع

مجتمع - القدوة نور الحق |6|

القدوة نور الحق
|6|

قدوة الشباب
علي الأكبر نموذجاً

يقول الإمام الخامنئي (دام ظله): "إن الشباب غَرسٌ نامٍ يستبطن الكثير من صفات الخير والتألق والنورانية"
فالشاب مظهر النشاط والحيوية وهو مكمن القابليات والمؤهلات النفسية، وحيثما وجد الشباب وجدت البهجة والطراوة والسعادة والنقاء والانتاجية والإبداع والتألق والثقة بالنفس.
إذن، فمرحلة الشباب هي المرحلة الذهبية ويجب أن تكون في خدمة الإسلام العزيز، والتضحية في سبيل إعلاء كلمة الله وتحصين الأمة. 

وللشباب في علي الأكبر (عليه السلام) أسوة وقدوة ومثال يحتذى، فلقد كان علي الأكبر الشاب الثائر في عمر الورود وروعة الشباب وزهرة الحياة والجمال الساحر، والخلق النبيل، فرافق أباه الحسين (عليه السلام) في ثورته ضد الظلم والطغيان الأموي ليس من باب التعلق العاطفي أو الارتباط العائلي، بل عن قناعة وإيمان بالهدف، واندفاع للتضحية في سبيل الله.

ففي أثناء الطريق إلى ساحة النضال والفداء في كربلاء، وفي حوار مع أبيه الحسين الشهيد، يقول علي الأكبر: إذا والله لا نُبالي أَوَقَعنا على الموت أو وقع الموت علينا!  
فالمسألة عنده ليست مسألة عائلية وإنما هي قضية الحق، وفي سبيل الحق تهون الآلام والمصاعب والقتل.

لقد حاول المعسكر الأموي اجتذاب علي الأكبر إلى صفوفه، أو على الأقل فصله عن معسكر أبيه مستغلين وجود ارتباط نَسَبي بين علي الأكبر وبين يزيد بن معاوية من جهة جدته من ناحية الأم، فقالوا لعلي الأكبر: إن لك رحمًا بأمير المؤمنين يزيد ولا نريد بك سوءاً فهلمّ إلينا! ولكن علياً الشاب الثائر ما كان لينخدع بمثل هذه الإغراءات أو يستجيب لنداءات السوء والخيانة، فرد عليهم فوراً بقوله: ويلكم لرحم رسول الله أولى بأن تراعى من رحم ابن آكلة الأكباد!

وخاض علي الأكبر معركة الجهاد في سبيل الله، وأبدى شجاعة أذهل بها الأعداء، الذين انتدبوا أشجع فرسانهم لمجابهته.. وأخيراً سقط الشاب العظيم صريعاً على أرض الشهادة ليكتب بدمه وصية للشباب من الأجيال القادمة، أن يقوموا بدورهم في خدمة الرسالة، والدفاع عن الدين، وأن يكونوا شباباً ثائرين يبحثون عن التضحية والشهادة في سبيل الله..
 ولا يبالون أوقعوا على الموت أم وقع الموت عليهم.



تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد