www.tasneem-lb.net

عقيدة

عشق المعبود - التوحيد والولاية |2|

التوحيد والولاية 
|2|

معرفة الولاية: 
كما أن الحب بلا بغض لا معنى له كذلك الولاية بلا براءة لا معنى لها أيضاً.
ولا يعدّ موالياً من كان مُـحبّاً لمبغضي الحبيب.
فكيف يجتمع في القلب حب الشيء ونقيضه؟
نعم! إنّ العقيدة الصحيحة في أهل البيت عليهم السلام ومعرفة منزلتهم وحبّهم وبغض أعدائهم، هي الخطوة الاُولى التي كان يخطوها أهل التقى والإيمان.
وبما أن الحبُّ هو ميلٌ من القلب نحو كمال يراه المُحبّ في المحبوب، فالإنسان بطبيعته غرس اللهُ فيه حبَّ الكمال، وهو بطبيعته يحبّ الجمال؛ لأنه كمال، ويحبّ الصدق والوفاء والشجاعة والعدل والكرم لأنها كمالات.
من هنا فإنّ قلب الإنسان ينجذب بسبب الفطرة الجاذبة وبدون اختيار إلى الجميل والشجاع والعادل والكريم.
أي نحو كمال المحبوب وهذا هو سرُّ حب علي (عليه السلام) !
وهذا ما نلاحظه في روايات تنصبّ دلالتها على كمال أمير المؤمنين(عليه السلام)، كقول الرسول الأكرم (صلوات الله عليه وآله): "من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في تقواه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى موسى في هيبته، وإلى عيسى في عبادته، فلينظر إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام)".
إنه حديث يرشد إلى بعض كمالات أمير المؤمنين(عليه السلام) إلى علمه وحلمه وهيبته وعبادته وزهده.
وإنّ انجذاب الناس لكمالات علي (عليه السلام) لا يعني أنهم يسيرون في السبيل الصحيح، فقد يتحرك قلب الإنسان منجذباً بحبّه نحو صاحب الكمال، إلا أنّه لا يخطو في سبيل القرب منه، من هنا أراد الله تعالى من محبّي الإمام علي (عليه السلام) وسائر أهل البيت (عليهم السلام) أن يتكامل حبّهم ليصير مودّة وهي تعني تجلّي الحب في الفعل والسلوك.
وبهذا يمتثل الإنسان لما جعله الله تعالى أجراً للجهد الرسالي لخاتم الأنبياء (صلوات الله عليه وآله): قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى".
اللهم إنك دعوتنا إلى سبيل طاعتك وطاعة نبيك ووصيه وعترته، دعاء له نور وضياء، فدعانا نبيك لوصيه يوم غدير خم، فوفقتنا للإصابة وسددتنا للإجابة لدعائه، فأنلنا إليك بالإنابة، وأسلمنا لنبيك قلوبنا، ولوصيه نفوسنا، ولما دعوتنا إليه عقولنا. فتمم لنا نورك يا هادى المضلين.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد