www.tasneem-lb.net

أميري علي(ع)

أميري علي - عليٌّ الحاكم العادل

فهذا عليٌّ مولاه
عليٌّ الحاكم العادل

 إنّ البشرية مرتهنة لأمير المؤمنين عليه السلام في حفظ المفاهيم السامية. 
 فعندما تسلم عليه السلام الحكومة، كان صاحب الفكر العميق والشخصية العظيمة، في ذلك العهد المختصر قام بأعمالٍ، لو قام المؤرّخون والكتّاب والفنّانون ولسنواتٍ طويلة بالكتابة عنها وتجسيدها وتصويرها لما قالوا إلا القليل.
فهو القائل:
اجعل الدين كهفك والعدل سيفك، تنج من كل سوء وتظفر على كل عدو، ميزان الحكمة/ج2.
كان وضع حياة أمير المؤمنين عليه السلام في عصر حكومته قيامة. أصلاً، لقد بدّل عليّ معنى الحكومة. 
إنّه تجسيدٌ للحكومة الإلهية، وتجسيدٌ للآيات القرآنية بين المسلمين، وتجسيدٌ لـ  ﴿أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ﴾ الفتح/29، وتجسيدٌ للعدل المطلق. 
كان يقرّب المساكين ويعتني بالضعفاء عنايةً خاصّة. ولقد كان الوجهاء، الّذين يفرضون أنفسهم بغير حقّ بواسطة المال والسلطة وغيرها من الوسائل، كانوا في نظر عليٍّ هم والتراب على حدّ سواء. والّذي كان في نظره وقلبه ذا قيمة، هو الإيمان والتقوى والإخلاص والجهاد والإنسانية. 
بهذه المباني القيّمة حكم أمير المؤمنين عليه السلام أقلّ من خمس سنوات. فلو لم يكن أمثال عليّ بن أبي طالب عليه السلام - والّذين هم عبر تاريخ البشرية قلّة نادرة - لما كان اليوم لأيّة قيمة إنسانية من وجود، ولما كانت هذه العناوين الجذّابة للناس تمتلك أيّة جاذبية. ولما كان للبشر حياةٌ وحضارةٌ وثقافةٌ وآمالٌ وقيمٌ وأهدافٌ ساميةٌ.
يقول صفيّ الدِّين الحلّي في وصفه عليه السلام:
جُمعت في صفاتك الأضدادُ       
ولهذا عزّت لك الأندادُ
زاهدٌ حاكم حليم شجاع            
 ناسك فاتك فقير جواد



تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد