www.tasneem-lb.net

موقف تربوي

موقف تربوي - تعزيز القدوة |3|

موقف تربوي
تعزيز القدوة
|3|

وهل هناك من محاذير  يجب على المربي بالقدوة الإلتفات إليها بحرص؟
تجيب المدربة والموجهة التربوية الأخت آمنة حسن، إذا كان الالتزام بما سبق يعزز دورنا كقدوة حسنة، فإنّ هناك مجموعة من التصرفات التي إما أن تحولنا، كأهل، إلى قدوة سيئة وإما أن تُسقطنا من أعين أبنائنا، وفي كلا الحالتين الخسارة كبيرة، من أبرز هذه التصرفات:
1- مخالفة العمل للقول كالأم التي تطلب من ابنتها التحدث بصوت منخفض وتراها لا تنفك تتكلم بأسلوب الصراخ، أو الأب الذي يود من ابنه أن يكون لطيف اللسان في حين أن لسانه فاحش وبذيء، و قد قال تعالى:" يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون" الآية2/3  سورة الصف.
2- عدم الإلتزام بالقول أو الوعد: كأن يعد الأهل ابنهم أو حتى الآخرين بأمر ما فلا يقومون به ويتهربون منه، فإنّ هذا قطعًا يؤثر سلبًا لا على الأبناء وحسب، وإنما على صورة الأهل أنفسهم، فعن رسول الله صلّى الله عليه وآله:  آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان"، ميزان الحكمة/ج4.
3- الشخصية الهزلية التي قد يتصف بها أحد الوالدين أو كلاهما، فيكون كثير المزاح يخلط الجد بالهزل، لأن مثل هذه الصفات تحرم الأبناء من أن يكون لديهم نموذجاً قدوة؛ فلا يعرفون الأمور التي يستحسنها الأهل فيلتزمون بهما وإذا عرفوها لا يميزون إلتزام الأهل بها التزامًا جديًا أم مجرد مزاحًا وتسلية، فعن علي عليه السلام من كثُر مزاحه قلتّ هيبته"، ميزان الحكمة/ج4.
وبطبيعة الحال من قلّ وقاره قلّت قيمته ولا يمكن أن يكون قدوة.
وأخيرًا قد يطرح البعض الإشكالية التالية" ما العمل لو لم يكن الأهل على هذا المستوى من التحلي بالفضائل؟ وهل الأهل وحدهم الذين يشكّلون النموذج والقدوة؟
الإجابة طبعاً لا، كثيرة هي القدوات الحسنة والنماذج الفريدة ؛ فتاريخنا وحاضرنا يزخر بالأنبياء والأولياء والعلماء والشهداء والصديقين والصالحين والمجاهدين مما يفرض على كل معين بالتربية تعميم هذه النماذج وبيان فضائلها ورفع مستوى وعي الأبناء بها حتى يتسنى لهم التمسك بقيمهم ومبادئهم والسير على خطاهم.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد