www.tasneem-lb.net

محمد حبيب الله (ص)

محمد حبيب الله - صاحبة المقام العظيم

صاحبة المقام العظيم

اثنان (رجل وإمرأة) يمتلكان أعظم الصفات عند الله سبحانه وتعالى ، التقيا في بيئة لا تعرف حرامًا ولا حلالاً، بيئة تفشت فيها الفاحشة  والأخلاق الفاسدة.
- انتزع هذا الرجل في هذه البيئة لقب "الصادق الأمين" بشهادة جميع من عاش فيها.
- ومن بين نسائها انتزعت هذه المرأة العظيمة لقب شريف ولُقّبت بـ "الطاهرة العفيفة". 
ولو كان لهذه الألقاب انتشار في ذاك المجتمع آنذاك، لما كان لذكرها ونسبتها لأشخاص بعينهم أهمية تذكر. لهما عند الله مقام عظيم يغبطهما عليه الأولون والآخرون.
هو النبي الأعظم المصطفى محمد (صلوات الله عليه وآله) أفضل الأنبياء وأحبهم عند رب العالمين وله المقام المحمود عند الله تعالى يغبطه عليه كل الأنبياء والمرسلين.
وهي السيدة الجليلة الفاضلة خديجة بنت خويلد (سلام الله عليها) من أفضل نساء أهل الجنة ولها المكانة العظيمة والعالية عند ربها يغبطها عليها الملائكة المقربون، حتى أن جبرئيل عليه السلام أتى إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال : "أقرئ خديجة من ربها السلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا خديجة، هذا جبرئيل يُقرئك من ربك السلام، فقالت خديجة: الله السلام ومنه السلام وعلى جبرائيل السلام"، بحار الأنوار/ج16.
قدّرت حكمة الله تعالى أن يلتقيا فتكون السيدة الحكيمة العاقلة للرسول الأكرم زوجة وشريكة لحياته دون نساء ذلك العصر الجاهلي لما لها من سمات مميّزة، ونرى فيهما بعد زواجهما كمال الحكمة وكمال رجاحة العقل  هو يأتي واثقاً بمن ستصدقه بأمر نزول الوحي والرسالة، وهي تستقبل أمر الوحي الأول بعقلانية قلَّ أن نجدها في مثل هذه الأحوال بالذات  فكانت: 
-  أول من صدّقت وآمنت بالرسالة الإلهية. 
- أول من آثرت وبذلت ووهبت المال لأجل نشر الدين الإسلامي. 
- أول من ضحّت وتحملت العناء والمقاطعة القرشية والحصار للإسلام المحمدي. 
نعم وكأن الله اختصهما بشخصهما ليكونا سندًا وعونًا لبعضهما في إبلاغ رسالة رب العالمين الخاتَمة، فكما اجتبى الله رسوله محمد (صلوات الله عليه وآله) واصطفاه من بين الخلق كافة، كذلك قدَّر له في مشوار حياته الأول لتأدية الرسالة العالمية مَن تضارعه أو تشابهه لتكون خديجة (عليها السلام) شريكًا له في حمل هذه الدعوة في مهدها الأول، فآنسته وآزرته وواسته بنفسها ومالها في وقت كان الرسول في أشد الاحتياج لها.
وقد اختصت بأن يكون من رحمها الطاهر النور المضيء للبشرية جمعاء لتكون أم سيدة النساء (فاطمة الزهراء عليها السلام) زوجة وأم الأئمة الأطهار.  
تسمو هذه العلاقة على كل العلاقات، وتظل غُرَّة في جبين التاريخ عامَّة وتاريخ العلاقات الأسرية خاصَّة؛ إذ لم يتنكَّر الزوج الوفي لهذه المرأة التي عاشت معه حلو الحياة ومرّها، بل إنه لم يكد ينساها طيلة حياته وبعد وفاتها، إذ كان يكثر ذكرها ويتصدق عليها، وسمي عام وفاتها  "عام الحزن" حيث تشاء الأقدار أن يتزامن وقت وفاتها والعام الذي تُوفِّي فيه أبو طالب عم رسول الله، الذي كان أيضًا يدفع عنه ويحميه بجانب السيدة خديجة (سلام الله عليهما)؛ حيث حزن الرسول في ذلك العام حزناً شديداً .
السلام عليكم ايها السابقون المقربون ورحمة الله وبركاته.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد