www.tasneem-lb.net

مجتمع

نحن الشباب - قارب السعادة |5|

نحن الشباب

قارب السعادة

|5|

 

اقترب علي من والده فيما هو منشغل بسقاية أشجار حديقة منزله المفعمة برائحة الطيب. قائلاً ما أسعدني يا أبي وأنا أراك معي بل وأمامي أبا ونموذجًا بل ومعلمًا مرشدًا.

كلما فاجأتني الحياة بما يحيرني ألجأ إليك فتعطيني من علمك ما تسد به عطش المعرفة.

وكأنك يا علي منشغل البال بسؤال كالعادة، نعم يا والدي، لماذا أشعر أن قلبي هذا ممتلئ بالمودة والحنان والحب، بينما أرى أنه إحساس بمستويات متعددة بين الشباب؟؟

نعم يا علي..

الحب شعور ينمو فيظل الحنان العائلي والأسري.

وبحمد الله وفق كل تترعرع في ظل أسرة حملت الإسلام منهج حياة، فوهبها رقي الإنسانية.

علي يا ولدي، يرى الشهيد مطهري بأن الأسر التي يراعي فيها الزوجان خصوصية علاقتهما الودية مختلفة عن تلك الأسر التي باتت فيها العواطف والأحاسيس الجنسية بين الزوجين لا تختص بهما وحدهما، بل تتعداهما إلى المجتمع.

بمعنى أن كل واحد منهما يحاول أن يشبع أحاسيسه وغريزته من طريق المتعة الحسية، أو النظرية أواللمسية خارج إطار الأسرة، أي تتعداها إلى المجتمع الكبير.

وهكذا تصبح العواطف الأسرية عواطف عامة، وواحدة من تلك العلاقات المجتمعية الباردة، الخارجة عن إطار خصوصية المودة والرحمة التي لا تكون إلا في نطاق الأسر.

وأنت يا ولدي تحمل مشاعر صادقة سليمة، يجب أن تعززها في أسرتك المستقبلية وتورثها أبنائك.

فمن يتخذ الإسلام منهج حياة يهبه سعادة الدارين.

 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد